كلنا يعلم أن الكويت كانت وما أقساها من كلمة، كانت درة للخليج، كانت موطنا للرقي في المنطقة، باريس الشرق الأوسط، وكانت وكانت وكانت·
والآن فهي للأسف تتربع على عرش المؤخرة بين دول الجوار ولا تتصدر سوى ترتيب الفساد، وهذا الحال والانحدار قد بدأ منذ ما يقارب الثلاثين عاما تقريبا، فالزمن توقف لدينا مع نهاية السبعينيات وزحف العلم والرقي والإدارة البعيدة عن المحسوبية انتهى لدينا منذ ذلك الوقت· وأفكار المنع والقمع بدأت منذ ذلك الزمن، والتفريق الواضح بين المذهبين والانقسام البغيض ساد، وثقافة العبودية والتحكم والفداوية عادت منذ ذلك الزمن·
لقد ظللت أقرأ وأفكر وأبحث عن السبب، وما الذي حصل منذ ثلاثين عاما تقريبا ليخلق هذا التحول المرعب للمجتمع والوطن، فقلت ربما انها الحرب العراقية الإيرانية هي التي أوقفت العجلة ولكن الحرب انتهت والعجلة التنموية متوقفة؟ فذهبت بعدها إلى مسألة الغزو والغزو مضى عليه 16عاما ولا تقدم يذكر؟! فقلت ربما يكون حل المجلس في منتصف الثمانينات وتوقف الحياة الديمقراطية هي التي بعثرت الأوراق، ولكن المجلس عاد لحياته منذ 1992 وما زالت الأوراق مبعثرة؟!! فقلت لا بد إذا أن الوضع الذي نعيشه هو بسبب الأزمات الاقتصادية، وها قد وصل البرميل لخمسين دولارا والوضع السيئ مستمر؟!!!
وبحثت كثيرا وكثيرا عن الأمر الذي دام لمدة ثلاثين عاما ولم ينته إلى الآن، ولم اجد سوى شيء واحد قد يستصغره البعض ويستسخفه البعض الآخر ويدعي البعض أنني أتصيد على هذا العامل المشترك ولكني مقتنع تماما بما أقول·
إن الأمر المشترك الوحيد هو قيادة التيار الديني للحركة الطلابية الكويتية، فمع حصول قائمة الإخوان المسلمين على قيادة الاتحاد الوطني لطلبة الكويت ولم يحدث سوى التالي:
- أزمة المناخ
- حل مجلس الأمة - التقسيمة المذهبية
- المجلس الوطني
- الغزو - السرقات الضخمة
- محاولات الإغتيال السياسية
- مجلس البصامة - سيطرة نواب الخدمات·
طبعا لا أقول بأنهم الأسباب المباشرة لما سردت بقدر ما أقول إن دورهم فعال في ماحدث ويحدث وسيحدث إذا ما استمروا، فقد غيروا التركيبة بالنسبة لطلبة الجامعة والذين يفترض أن يكونوا الأكثر وعيا، ولكن زرعوا في نفوسهم الطائفية واللامبالاة وترسيخ الخدمات، نعم هذا ما يحدث وسيظل كذلك لأنه لا توجد أي إرادة قوية لوقف هذا المد المدمر للبلد إن العلة فيهم وفينا إن ارتضينا بقاءهم·
ومن اليوم فأنا أعلنها بأن إتحاد 2008 سيكون إتحادا وطنيا لرجال تكون قائمتهم الكويت ومبدؤهم الكويت، فمن يا ترى يتسامى فوق أي خلاف ويرافقني في هذا الشأن؟
ولا أريد كلاما فحسب بل استعدادا لفعل وتضحية، فثلاثون عاما من عمر وطني تكفي·
*ملاحظة: هذا المقال بمثابة دعوة للجميع لدعم مشروع التغيير سواء الدعم المادي غير مشروط أو المعنوي·
خارج نطاق التغطية:
- سلام عليك يا جابر·
Ali-Khajah.blogspot.com |