| شكرا من القلب على ما قام به رجال وزارة الداخلية في الأسبوع الماضي من إزالة الإعلانات وإلغاء الندوة التي كان مزمع عقدها في منزل أحد الأشخاص - الذي تم استدعاؤه لإدارة أمن الدولة لاحقا - التي كانت تدعو أو كان عنوانها إنقاذ أهل السنة في العراق·
أقول إن ما قام به هؤلاء الرجال يعتبر وبحق "ضربة معلم" فلقد تلقيت أكثر من اتصال يستنكر ويستهجن تلك الإعلانات والندوات الطائفية والتي يراد من ورائها جرنا وجر أبناء الشعب الكويتي بجميع فئاته إلى فتنة لا يعلم إلا الله إلى أين ستنتهي بنا وماذا سيكون حالنا؟!
أعتقد أن لدينا فئة "مارقة" وخارجة على القانون تريد نقل ما يحدث في العراق وترغب بنقل الصراع والمعركة الدائرة هناك إلى الكويت البلد المسالم· ولا أعلم لماذا وما الهدف، ومن سمح لهؤلاء "المارقين" التحدث باسمنا وما علاقتهم بأهل السنة في العراق؟ وهل هناك تنظيم حزبي أو سياسي؟ وهل يحتاج أهل السنة هناك أو غيرهم أن يقف خلفهم مجموعة من الصبية هنا والتي لا تقدر أبعاد وجسامة وخطورة مثل تلك الأمور على البلد كافة؟
إن ما حصل يا سادة هو اعتداء على هيبة الدولة وكيانها ومؤسساتها· بل هو اعتداء على الكويت والكويتيين قاطبة ويجب ألا يمر مرور الكرام·
صحيح أننا دولة ديمقراطية وحرية الرأي مكفولة ونحن مع حرية التجمعات وتنظيم الندوات وعقد اللقاءات··· لكن ليس بهذه الطريقة الطائفية وليس بتلك الصورة التخريبية، فما شأننا وما يحدث في العراق؟! فهذا بلدهم وهذه طبيعة شعبهم وتلك ثقافتهم، ثقافة القتل والفرقة والدم· بل ما شأننا وما يحدث بين أسامة وزيد من جهة وبين جعفر وكاظم من جهة أخرى، وفي الحقيقة أنا شخصيا لا فرق عندي بين هؤلاء جميعا فالكل إرهابي في نظري· لكن الذي يعنيني بشكل أساسي بلدي وأهل بلدي من انتقال الفتنة إليه ألا يعلم منظمو الندوة والداعين إليها أن أبناء الكويت جميعا متكاتفون ومتحدون في السراء والضراء منذ أيام الكويت القديمة ولا فرق بين سني وشيعي وقد كانت هناك عدة محاولات من الداخل والخارج لشق هذا الصف الواحد لكنها تكسرت جميعها على صخرة التعاضد والتلاحم الوطني·
لذلك حسنا فعلت وزارة الداخلية بمنع تلك الندوة ويجب على رجال أمن الدولة تكثيف جهودهم والبحث عن أي مندسين أو مخربين أو غوغائيين وتقديمهم إلى العدالة بتهمة تقويض النظام الاجتماعي والسياسي· |
