| في الوقت الذي كنا نعتقد فيه أن بعض وسائل إعلامنا تجاوزت مفاهيم الإعلام البروتوكولي وأصبحت تتناول الخبر بشكل موضوعي نجد أنها تنكص وتعود على أعقابها وللأسف ليس إلى نقطة الصفر وإنما في السالب؟!
لقد كشف الصراع الضمني وغير المباشر بين أقطاب الأسرة عن مفاهيم زائفة للإعلام الحر في الكويت واتضح جليا أن هناك حرباً أدواتها المقالات والأخبار والتسريبات وأركانها بعض أبناء الأسرة الحاكمة في واقع يصور أن بعض العاملين في وسائل الإعلام جنود بالوكالة يحاربون لتلك الأقطاب واللافت أن الصراع بدأ يطفو على السطح وأن الرائحة أكثر نفاذا الى الأنوف حتى اشغل العباد وسخرت امكانات البلاد ضد "فلان" ولصالح "علان" والمشكلة في مثل هذا الاستخدام الإعلامي المكثف أنه يعمق الانقسام داخل المجتمع ويصور الأمور على أن المجتمع الكويتي عبارة عن فرق وفصائل على رأس كل فصيل واحد من أبناء الأسرة ولم يعد مستهجنا أو مستغربا أن يقال أن هذا الوزير محسوب على الشيخ "أ" أو ذاك النائب يحركه الشيخ "ب" بالريموت كونترول·
وسائل الإعلام عليها مسؤوليات اجتماعية والتزامات أخلاقية فهي ليست ميداناً للصراعات بين الرؤوس الكبار نحن في هذا المرحلة الملتهبة والمحتقنة بحاجة الى رص الصفوف وتوحيد الكلام والتنازل قليلا عن المصالح الشخصية من أجل الكويت فالوضع في العراق ينذر بشؤم فتداعيات الحرب الطائفية لم تكو العراق وحده بل ستمتد الى دول الجوار والبلد الذي لم يحصن نفسه ضد الأنفاس الطائفية سينجر طوعاً أو كرهاً في هذه الحرب فالمحللون السياسيون يؤكدون أن التطورات الداخلية العراقية ستكون في اتجاه اللا استقرار في ظل سيطرة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية والذي يعتبر أقوى الفرق الشيعية على السياسات الأمنية العراقية بعد نجاح أعضاء في انتخابات ديسمبر 2005 الرئيس الأمريكي جورج بوش دعا في مطلع الأسبوع الجاري الدول المجاورة للعراق الى إدراك خطورة الوضع في بغداد وأن الحرب التي تدور رحاها ويذهب ضحيتها عشرات الأبرياء كل يوم ستنعكس آثارها على بقاء الدول العربية ودول الخليج·
إن تصريح الرئيس الأمريكي يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار وأن لا ينسحب عليه مفاهيم جهابذة ساستنا والتي تعتمد على الزمن في حل المشاكل وأول خطوة من شأنها تجاوز الأزمة كما يرى المراقبون هي معالجة الوضع الداخلي في الكويت في شتى المجالات·
إن الأمة الكويتية يجب أن تدرك هذ الواقع وأن لا ينشغل كبارها بمعارك من شأنها أن تنعكس سلباً على الجبهة الداخلية خاصة أن الساحة المحلية ستشهد في الأيام المقبلة صدور صحف يومية وإن لم توضع خطط طوارئ للتكيف مع انفتاح إعلامي مفاجئ ذات صيغة أمنية وسياسية من الممكن أن تتحول بعض المؤسسات الإعلامية الى سفارات أخرى وقد يؤول بها الأمر الى أن تصبح ناطقة بأسم تلك الدول!!
نعيق الغربان
على الغربان الناعقة من خلال المقالات والتحليلات أن تصمت وأن تدرك خطورة الوضع الإقليمي فالخلل تحت الرماد قلا داعي لنفخ الكير، وعلى أبناء الأسرة ومن في حكمهم التوقف عن الإيعاز لهذه الغربان·
من أجل عيون الكويت فنحن ذاهبون والكويت باقية·
alibaji_kw@hotmail.com |
