رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 23-29 رمضان 1422هـ الموافق 8-14 ديسمبر 2001
العدد 1506

عادل القصار وماري انطوانيت
بدر العليم

عندما قرأت مقال السيد عادل القصار المنشور بجريدة القبس 27/11/2001 وتحت عنوان (أفرجوا عن نادي الاستقلال)، تذكرت ماري انطوانيت، ملكة فرنسا، وابنة الامبراطور فرنسوا الأول 1793-1755 عندما سمعت بثورة الجياع والتي أطلق عليها ثور الخبز، فأطلت من شرفة قصرها، ورأت الجموع الثائرة، فسألت مساعديها عن سبب ثورة هؤلاء فإذ قيل لها إنهم يطالبون بالخبز، استغربت وأجابتهم “إذا لا يوجد خبز فوزعوا عليهم بسكويتا”!!

وها هو السيد عادل يطل علينا من عليائه المقدسة، ويطالب السلطة، ولنلاحظ أنه يتكلم وكأنه جزء من تلك السلطة، بأن تفرج عن نادي الاستقلال·· ففي مقاله ذاك، يعتقد السيد عادل أن مطالبة الاتجاه الإسلامي وممارسة الضغط على الحكومة لإعادة فتح نادي الاستقلال على سبيل المثال، وحتى ليس بالتخصيص يعدان سابقة في التاريخ السياسي تسجل لصالح التيار الإسلامي نفسه·

 ويقول في موضوع آخر “لتفتح الحكومة لليبراليين ناديهم·· ولتذب الشمع الأحمر عن أبوابه الموصدة، وليكن ذلك بضغط الإسلاميين، فماذا عساهم فاعلين؟ طالما أن المجتمع الكويتي مجتمع محافظ لا يمكن أن تغويه التوجهات التحررية، وتؤثر فيه الميول الغربية·· فما الذي نخشاه؟”·

وكأن التيار التقدمي الليبرالي إنما هو تيار يدعو أول ما يدعو الى الغواية والانحراف بالمجتمع الى الرذيلة، أفليست الغواية هي الحياد عن الطريق القويم؟ وكأنه بذلك يدعي أن التيار الإسلامي الذي يمثله هو فقط الذي يقود الناس للطريق القويم·· ولو كان ذلك صحيحا ففيما يا أخي التنازع ما بين التيارات الإسلامية الكثيرة المنتشرة من أدنى البلاد لأقصاها؟

المفارقة المضحكة أن المقال وضع بالصفحة  نفسها وبالضبط فوق مقال السيد محمد الشيباني والذي كان بعنوان (الجديد القديم، الأفغان 25/5/1996) والمقال قديم كما يتضح من عنوانه، فيه تأنيب وتحذير للقوى الأفغانية المتصارعة باسم الإسلام (حرب ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، ظاهرها الجهاد في سبيل الله وطلب الشهادة، وباطنها - أي باطن قادتها - العذاب وهو التصارع على المناصب وحرق البلاد والعباد وبأشد من الروس الذين كانوا محتليهم·)·

وهكذا يفرغ السيد عادل التيار التقدمي الكويتي ممثلا بناديه نادي الاستقلال من كل نضاله السياسي ومطالباته المستميتة للحفاظ على أمن البلد وثرواته ممثلة بمحاربة الاتفاقيات النفطية المجحفة بحق الكويت من قبل الشركات الأجنبية الجائرة، أو مناهضة العدوان الأمريكي المتمثل في التدخل في شؤون البلاد العربية ومساندته للعدو الإسرائيلي - عندما كان وقتها حبيبكم بالأمس وقبل أن تظهر مشكلة طالبان وأفغانستان - ودفاعه المستميت للحفاظ على الدستور الكويتي، والذي عن طريقه فقط تستطيع أنت يا سيد وغيرك من مختلف التيارات أن تتكلم وتكتب وتمثل برلمانيا كما تحب! وكان آخرها وليس أخيرها ذلك الدفاع الذي عمد بالدم، في محاولة اغتيال النائب التقدمي عبدالله النيباري، نتيجة لتصديه لأم السرقات في الكويت·

السيد عادل يظن نفسه من التيار الديني المتفتح، ولكن يبدو أن هناك فرقا ما بين التفتح الحقيقي وإدعائه، حيث يجب أن يكون الاعتقاد بحرية الناس في التفكير والانتماء، اعتقادا مطلقا نابعا من احترام الطرف الثاني، وحقه في الاختلاف، وليس قائما على الشعور بالمنة والتعالي على الغير من منطلق قصر النظر وحب الذات· وهكذا يذكر السيد أن مطالبة الاتجاه الإسلامي وضغطه على الحكومة لإعادة فتح نادي الاستقلال يعدان سابقة في التاريخ تسجل لصالح التيار الإسلامي نفسه! وهنا بالضبط تتضح الصورة الانتهازية للتيار الإسلامي، وحتى المتفتح منه، في النظر للأمور ووقائع الأحداث·

لا نشك بحسن نية السيد عادل، ولكن الأفضل له أن يرى الأمور كما هي على حقيقتها، من دون مماهاة أو مكابرة·

�����
   

تصاعد الإرهاب الإسرائيلي:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
حقوق الإنسان في العالم النامي:
يحيى الربيعان
دفاعاً عن برنامج “إرهابيات”:
عبدالله عيسى الموسوي
الثنائية القاتلة:
كامل عبدالحميد الفرس
مفاهيم وقيم الاقتصاد الريعي!:
عامر ذياب التميمي
اللجان الخفية:
سعاد المعجل
الشأن العام والشأن الخاص·· مرة أخرى:
د. محمد حسين اليوسفي
الضعف يولد الحرج:
مطر سعيد المطر
التركيبة السيكولوجية للجماعة النارية 2-2:
عمر اليوسف
تأهيل المكاتب الهندسية:
المهندس محمد فهد الظفيري
هكذا تآمر صدام حسين على جمال عبدالناصر:
حميد المالكي
عادل القصار وماري انطوانيت:
بدر العليم