في مقال سابق ذكرت أهم الأسباب الظاهرة التي وضعت الجماعات الدينية موضع الكراهية وعدم الاحترام من قبل المجتمع، أما اليوم فسأتطرق إلى بعض الأسباب غير الظاهرة ولكنها أسباب حقيقية أدت كذلك إلى اتساع هوة الكراهية لهذه الجماعة وعدم احترامها ليس من قبل المجتمع الكويتي فحسب بل حتى من قبل بعض عناصرها الذين كانوا ضمن تكوينها ومن ثم استغفروا ربهم وعادوا للانخراط في جسم المجتمع الكويتي المعتدل·
ويمكن القول إن أهم هذه الأسباب هي الآتي:
ü الانحراف الأخلاقي لبعض قادة هذه الجماعة، حيث سجلت عليهم وقائع عدة بعضها ناجح وبعضها فاشل لممارسة الرذيلة مع الشباب المراهق الذين يختلون بهم في مخيمات برية ورحلات بحرية تحت اسم “اللهو المباح” بل إن الأمرّ من ذلك هو خيانتهم حتى لبعضهم البعض فكم من غافل استطاعوا العبث بأهل بيته وهو واثق من نزاهتهم العفنة، وكم من غافلة لعبوا بزوجها كما تلعب الغانيات أمام الدولارات وهي لا حول لها ولا قوة·
ü ممارسة الشعوذة والدجل تحت غطاء القرآن الكريم والسنة النبوية، وهو أسلوب جديد لاصطياد زبائنهم السذج، فتجدهم يفتحون السراديب والأسطح والخيام لممارسة دجلهم هذا، وللأسف الشديد قريباً من أعين السلطات الرسمية التي وقعت هي الأخرى في فخ الخديعة، وتراهم يوهمون البُسطاء من الناس بأنهم قادرون على علاج كل ما لم يستطع علاجه أشهر الأطباء في العالم وأكبر المستشفيات· ولكن أوكار الدجل هذه انقلبت من شعوذة وخداع نفسي إلى خبث وتفنن لإشباع شهواتهم الحيوانية من أي فتاة أو امرأة تدخل إليهم باحثة عن العلاج المزعوم، ومن طريف خداعهم أن دخلت إحدى الفتيات على أحدهم وهي تعاني من صداع مزمن فقام هذا الدجال بتلمس ساقيها والمسح على مؤخرتها وتدليك صدرها فشعرت بأنها ليست أمام إنسان متدين بل وكأنها أمام مراهق تائه لا يعرف من أين يبدأ فلما نهرته وسألته عن سر ما يفعله معها أجاب بكل ثقة أن علاج الرأس يبدأ من الأسفل، ليتني أعرف ما طريقتهم لعلاج المرأة العاقر!!؟
فهم ومن خبثهم يجسون نبض فريستهم أولاً ليتأكدوا من استعدادها لاستكمال العلاج وفق طريقتهم القذرة فإن وافقت كان بها وإن لم توافق قيل لها خذي هذا الزيت واخلطيه مع حبة البركة ومع ألف سلامة·
ü التعصب الأيديولوجي، حيث إن المجتمع اكتشف وبالبرهان المؤكد أن هذه الجماعة تحجب المنافع عن كل من لا ينتمي إليها بل ليس ذلك فحسب وإنما تحارب كل من لا ينتمون إليها وتضيّق عليهم الخناق بشتى السبل من خلال الأمور الحياتية المختلفة إلى أن يجدوا أنفسهم في النهاية محاصرين من قبل هذه الجماعة ولا مفر لهم من أن يسلكوا طريقها الذي رسمته وحددت مقاييسه ومسافاته لكل حالة على حدة·
ü إنشاء شبكة مالية ضخمة بشعارات إسلامية وهمية ظاهرها الحق وباطنها الباطل· وقد استقطبت هذه الشبكة الكثير من الناس على اختلاف مشاربهم وطبقاتهم ومستوياتهم وكيف لا تستقطبهم وتضمهم إليها وهي التي اعتمدت على ترهيب كل من يتعامل مع البنوك والمؤسسات المالية الأخرى وترغيب كل من يتعامل معهم لأنهم وكما يزعمون أن البيت المالي الكويتي هو الوحيد الذي يتعامل وفق منهج الشريعة الإسلامية!!
ولم تدم فترة طويلة على ذلك السفه والسخف إلى أن بدأ المتعاملون معهم بشكف أمرهم وبأنهم ما هم إلا شبكة أخطبوطية هدفها الاحتكار البشري وتدمير الذات الإنسانية وإخضاعها لسيطرتهم·
فكيف يمكن التصديق بأن جميع تعاملاتهم إسلامية شرعية في حين تجدهم يساهمون في فنادق عالمية ويضاربون في بورصات أوروبية ويتعاملون مع جميع البنوك العالمية، فأي تناقض بعد هذا؟؟
ü التناقضات والتباين في المواقف السياسية، حيث إن هذه الجماعة لا تسير وفق نهج محدد مستقيم فمصالحها الحزبية فوق كل اعتبار وفوق جميع المصالح، فشعارات الدول الإسلامية هي (الله ـــ الوطن ـــ الأمير) أما شعار هذه الجماعة فهو (الحزب ـــ القائد ـــ الجهاد) والجهاد المقصود هنا هو التمرد على الحاكم!!
ü الانتهازية واستغلال الفرص، يقول أحد الذين انخدعوا بهم إنه كان ضمن تكوين هذه الجماعة ولمدة سبع سنوات وما إن تقاعد من عمله واستلم مستحقات نهاية خدمته حتى هبوا عليه هبة رجل واحد لإغرائه بمشاريعهم الوهمية وفعلاً وقع في مكيدتهم ومنحهم كل ما يملك وما هي إلا شهور قليلة حتى جاؤوا إليه يقدمون له العزاء في ماله الذي ذهب في بطونهم تحت حجة أن التجارة ربح وخسارة ولم تنفعه توسلاته إليهم واسترداد ولو جزء يسير مما أخذوه، إلى أن جاء يوم احتاج فيه مبلغاً ليتمكن من مساعدة ابنه في الزواج فما كان منهم إلا أن أغلقوا أبوابهم في وجهه ورددوا عبارتهم المشهورة كان الله في عونك يا أخي!!
والحديث يطول عن هذه الجماعة وربما لا تكفي صفحات الجريدة بأكملها لكشف هؤلاء ولكن خير الكلام ما قل ودل· |