بعد أيام قليلة تهل على الإنسانية الذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والشعوب الحية وأنظمة الحكم التقدمية والديمقراطية تولي هذه الذكرى اهتماماً كبيراً، وتعد لها برامج خاصة بها، ولاتدعها تمر عليها دون الاحتفاء بها·
فقد مضى على إعلان هذه الذكرى أكثر من نصف قرن ويعتبر اليوم مكسبا إنسانيا كبيرا جداً، خصوصاً وأن هذا الإعلان جاء إثر حروب عالمية طاحنة الخاسر الأكبر فيها هو الإنسان·
إن هذا الإعلان الإنساني الأممي الذي أعلنته هيئة الأمم المتحدة جاء بمثابة اعتراف بكيان وحقوق الإنسان وتكفير للذنوب التي دفع ثمنها الإنسان من جراء حربين عالميتين راح ضحيتهما آلاف البشر، ورفعت أعداد المعاقين في العالم والأرامل واليتامى ولايزال هناك ناس يعانون من ويلات وأمراض الحروب العالمية التي ارتكبتها حفنة من رؤساء وساسة وزعماء العالم الذين مارسوا أشد أنواع الديكتاتورية إبان فترات حكمهم·
على الرغم من أن العالم تجاوز هذه المأساة الإنسانية بكل تداعياتها وأبعادها وانخرط في اتحاد أوروبي واحد وحد غايته وطموحاته الإنسانية وأصبح اليوم قوة اقتصادية وأمنية واستراتيجية واحدة يحسب لها ألف حساب·
بينما إذا التفتنا - نحن شعوب العالم النامي - إلى واقعنا وجدنا فيه الكثير من أمثال صدام حسين مازالوا يمارسون ضد شعوبهم سياسة تجاوزها العصر ولفظها العالم الحر وعلى الصعيد الإسلامي نجد في صفوفنا أزلاما على شاكلة أسامة بن لادن وبن غيث وبن طالبان وبن سياف وبن·· وبن·· فمتى نطهر صفوفنا من أمثال هؤلاء؟؟ |