| أخلص التعازي والمواساة الى الإخوة والأشقاء في العراق الجريح المنكوب، الذي تتقاذفه رياح الإرهاب والعنف والكراهية، الحادث المأساوي والحزين الذي ذهب ضحيته أكثر من ألف شخص تشكل النساء والأطفال غالبيتهم على جسر الأئمة في منطقة الكاظمية القريبة من بغداد في يوم دموي ومأساوي الذي أصبح وللأسف الشديد - بفعل الإرهاب والتطرف وباسم المقاومة - أصبح مشهدا عاديا وربما متوقعا بالنسبة الى المواطن العراقي الجريح·
هذا الحادث المؤلم الذي خلف حزنا ولوعة وألما - كما شاهدنا جميعا على شاشات الفضائيات - في أروقة وساحات المجتمع العراقي، قاذفات الهاون والصواريخ اليدوية تضرب منذ الصباح الباكر على مرقد وصحن الإمام موسى الكاظم من أجل إشاعة الخوف والهلع والبلبلة بين صفوف المعزين والزائرين الذين قدر عددهم بأكثر من مليون زائر· ثم تأتي إشاعات المفخخات والقنابل البشرية لتضيف الى هذا الرعب والخوف مما أدى الى خلق التدافع الشديد وسقوط أعداد كبيرة داخل نهر دجلة وكانت نتيجته الحزينة بسقوط المئات من القتلى والجرحى·
ثم نقرأ على شبكة الإنترنت بيانات المجموعات الأصولية والإرهابية بأنها دكت بصواريخ الهاون "أوكار المرتدين والكفرة"· يريدون أن يشعلوا حربا طائفية بغيضة داخل العراق والتي لا سمح الله أن يمتد نارها وشرارها الى كل المنطقة برمتها ولن تقتصر نتيجتها على العراق فحسب· ولكن يبقى الوعي والإدراك لخطورة الموقف وحجم المسؤولية الملقاة على الطبقة المثقفة والعلماء والقيادات السياسية من كل الأطياف العراقية التي تداركت الموقف وأصدرت البيانات التي تندد وتشجب وتؤكد على متانة الوحدة الوطنية بين أبناء العراق وإبراز الدور السلبي والخطير الذي يلعبه المخربون والطائفيون وأيتام النظام السابق البائد· خالص العزاء لجموع الشعب العراقي بأطيافه المختلفة·
الرسالة الثانية:
أخلص التعازي وأحر المواساة الى الشعب الأمريكي الصديق على المأساة والكارثة الإنسانية الكبيرة والمؤلمة التي حلت به من خلال الأعاصير الشديدة خصوصا إعصار كاترينا التي ضربت بشكل مكثف على ولايات الألباما والمسيسيبي ولويزيانا والتي قد خلفت دمارا هائلا وخسائر بشرية كبيرة تقدرها بعض التقارير الصحافية بأكثر من عشرة آلاف إنسان· وقد قال الرئيس الأمريكي جورج بوش إن إعادة إعمار المناطق المنكوبة قد تستغرق سنوات عدة خصوصا ولاية لويزيانا التي دمرت بشكل %80· تعتبر الأعاصير والزلازل من الكوارث الطبيعية التي تصيب دولا كثيرة في العالم منها إسلامية وغير إسلامية· كارثة سونامي ضربت أندونيسيا وجنوب شرق آسيا في العام الماضي وقبلها ضربت إيران وتركيا زلازل شديدة خلفت عشرات الآلاف من القتلى· وإنني لأستغرب كل الاستغراب وأتعجب من بعض كتاب المقالات وأئمة المساجد عندنا في الكويت وغيرها من الدول الإسلامية الذين وللأسف الشديد بدل أن يظهروا حالة التعاطف والحزن على الأرواح البريئة يأخذون بمنحى الشماتة لما يحدث في الولايات المتحدة ويصفون هذه الأعاصير بأنها "عذاب ورياح سوداء من الله على الكفار"· عجيب جدا هذا المنطق وهذا الأسلوب في التعاطي مع الشعوب المنكوبة· عموما خالص العزاء الى الأصدقاء في الولايات المتحدة وسعيد جدا باهتمام مجلس الوزراء وبعض جمعيات النفع العام كجمعية الهلال الأحمر والصحافيين بالقيام بحملات التبرع والإغاثة من أجل تخفيف المعاناة والألم - ولو بشكل ضئيل - للملايين من أبناء الشعب الأمريكي الصديق الذي نقدر صداقته وعلاقتنا الطيبة معهم· يجب أن نكون دائما إيجابيين في التعامل والتعاطي مع الأحداث المختلفة ومع الأصدقاء والأشقاء في كل بقاع العالم·
* عضو هيئة التدريس في الهيئة العامة
للتعليم التطبيقي والتدريب |
