| ها قد انسحب الصهاينة من قطاع غزة بعد احتلال دام أكثر من 37 عاما ونتيجة مباشرة لضربات المقاومة الفلسطينية على مدى السنوات الخمس الماضية وخصوصا الصواريخ التي كانت تطلق على المستوطنات الإسرائيلية في القطاع·
واليوم، لنا بعض الوقفات لما بعد الانسحاب من القطاع·
- لقد جنى الكيان الصهيوني حصاد الانسحاب مبكرا، فقد حصل على هدية مجانية قيمة تمثلت في التطبيع مع ثاني أكبر دولة إسلامية (باكستان) وهي الدولة الإسلامية التي تمتلك قدرات الردع النووي وكانت تمثل في السابق جدارا صلدا في مواجهة الضغوط الدولية للتطبيع، لكن يبدو أن ضغوط التخويف والإغواء الأمريكية والصهيونية كانت أقوى من كرامة العرب والمسلمين·
- وفي المقابل، فإن المسرحية البكائية التي ابتكرتها (إسرائيل) للخروج من المستوطنات، حصلت مقابلها من الولايات المتحدة على دعم اقتصادي، وموافقة صريحة على ما ترتكبه في الضفة الغربية من استطيان وعزل وابتلاع للقدس ومخالفة للقانون الدولي وموقف مساند لمنع اللاجئين من حق العودة وهي كلها مواقف تخالف ثوابتها بل وثوابت أكثر المندفعين نحو التطبيع والخيار السلمي·
- وقد يتساءل البعض عن حقيقة المعركة الدائرة في حزب الليكود بين (شارون) و(نتنياهو) حيث نقول إن نخبة من المجتمع الإسرائيلي إذ تحتج على زعامة شارون المشهور بيمينيته فإنها تتجه للأشد تطرفا حيث يسعى شارون لبناء 3500 وحدة إسكانية تكمل الوصل الجغرافي بين مستوطنة (معاليم أدونيم) ومدينة القدس بينما يتهم نتنياهو شارون بالتباطؤ في إنجاز المشروع ويريد زيادة عدد الوحدات الى 5000!! وهذا أصل الخلاف بين الطرفين·
- كما أن خلاصة المتابع للصحافة الإسرائيلية والمراقب لتصريحات المسؤولين هناك يجد أن أقصى تنازل يمكن أن يقدم عليه الصهاينة يتمثل في تقديم 42% من أرض الضفة الغربية مقطعة الى ثلاث مناطق لا رابط جغرافيا بينها وتحيط بها المستوطنات وجدار الفصل والقوات الإسرائيلية من كل جهة· فهل هذا أقصى مطلب لدعاة التطبيع واللاهثين للوقوف على عتبات الكنيست ومصافحة الإرهابي (شارون)؟ لماذا لا يصارحوننا ويسقطون ورقة التوت عنهم؟
* باحث في الصراع العربي - الإسرائيلي |
