رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 10 شعبان 1426هـ - 14 سبتمبر 2005
العدد 1695

دوي الأفكار
طلب الحق ...فنصر الباطل
فيصل عبدالله عبدالنبي
machaki@taleea.com

يقول الإمام علي "عليه السلام": "لا تقاتلوا الخوارج من بعدي فإنه ليس من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل فأصابه"·

من الطبيعي أن العاقل يفرق بين من عمل عملا وقصده الخير ولكن كانت النتيجة سلبية دون قصد منه، وبين من يعمل وقصده الشر ونتيجته سلبية بقصد، فالخوارج بسبب منهجهم بالتفكير والاستدلال أدى بهم للتطرف وخروجهم عن جادة الصواب، ولذلك الإمام علي (ع) تركهم يعبرون عن آرائهم بحرية وكان يحاورهم من خلال الحجة والدليل، وقد استخدم ضدهم السيف عندما استخدموا السيف وتركوا منهج الحوار والسلم وبدؤوا بقتل الناس ومحاولة فرض آرائهم بالقوة والإرهاب، ولكن النوع الخطر هو الذي يعلم أنه على خطأ وأن تفكيره خطأ وطرحه خطأ ونتائجه سوف تكون خطأ ولكن يصر على نهجه، فهذا النوع من الذين يطلبون الباطل ويصيبونه ويتوصلون إليه، وهنا سؤال لمن يرى أن كثيرا من الشباب الذين يتحولون إلا إرهابيين هم مغرر بهم، أي يطلبون الحق ولكنهم لا يعلمون أنهم يطلبون الباطل، ولكن: هل من يضع لهم المناهج ويدير المنتديات والمخيمات ويسيطر على المؤسسات الدينية ويصبح حسب عرفهم أمير الجماعة أيضا مغرر به؟ إذا كان الشاب مغرر به ممن يعلوه رتبة في الجماعة، إذا أمراء الجماعات من الذي غرر بهم؟ أم هم من الصنف "الذي طلب الباطل فأصابه" أم ينطبق عليهم قول بديع الزمان الهمذاني: "رأيت الناس خداعا الى جانب خداع·· يعيشون مع الذئب ويبكون مع الراعي··"، أتصور أن شماعة "التغرير" التي طالما يحاول البعض تبرئة كل من يمارس الإرهاب فكرا وعملا من خلالها قد ولت وفضحت أمام الملأ وأصبحت لا تجدي، وإلا حتى الصهاينة سوف يستخدمون شماعة "التغرير" ويقولون أن شارون وحكومته والمستوطنين مغرر بهم من الحاخامات! وأيضا النازيون الجدد يقولون إن الرايخ الثالث مغرر به من هتلر، والبعثيون يقولون إنهم مغرر بهم من صدام وميشيل عفلق··· إلخ، لا نعلم ما دور العقل إذا، ودور من يقومون على دروس تحفيظ القرآن إذا كان بعض الشباب من حفظة القرآن لا يميزون بين الصواب والخطأ وبين الخير والشر ولا يفهمون ويستوعبون مبادئ القرآن، أم أن بعضهم فقط مثل المسجل يحفظ ويردد دون فهم، وكأنه ينطبق عليه قول النبي (ص): "رب تال للقرآن والقرآن يلعنه" فكثيرون يخرجون علينا بمحاضرات ويستشهدون بآيات قرآنية ولكن هم أول من يحارب القرآن والمبادئ التي فيه، نحن نعيش أزمة خلل في ميزان الحق والباطل لدينا، نحتاج إعادة تغيير لهذا الميزان، فميزان كثير من الجماعات القومية والتكفيرية ومؤيديهم يخالف القرآن والإسلام والقوانين الدولية والأخلاق الإنسانية، فبعد حادثة جسر الأئمة بالعراق تجد حكومات الدول غير الإسلامية قلبها حن وحزن على هذه الفاجعة وضحاياها، فقامت بإرسال التعازي والمساعدات أكثر من الدول العربية، والسبب هو تعيير ميزان الحق والباطل، نحن عرفنا ميزان الحق والباطل فقط في مسألة التوحيد وأن الله واحد، ولكن كثيرين لم يعرفوا ميزان الحق والباطل في جوانب الحياة المختلفة، مثل إعطاء المناصب وانتخاب الأفضل وعدم السكوت عن الباطل، والوقوف مع المظلوم حتى لو اختلفت معه بالرأي، وعدم استخدام قاعدة الغاية تبرر الوسيلة·· إلخ، يقول المفكر الأمريكي ستيفن كوفي: "··· فإذا أردنا إجراء تغييرات طفيفة نسبيا في حياتنا فربما كان من المناسب أن نركز على مواقفنا وتصرفاتنا، أما إذا أردنا إجراء تغييرات كبيرة ومهمة فإن علينا تغيير أنماطنا السلوكية الأساسية"· الغرب ضبط معيار ميزانه في كثير من الأمور من خلال السنن الكونية التي وضعها الله للجميع وتنطبق على الجميع وذلك من خلال بحثهم عن الأفضل والاستفادة من التجارب لاكتشاف هذه السنن في كل النواحي، وكثيرون منا تركوا هذه السنن وتمسكوا فقط بالطقوس وتركوا المقاصد ومبادئ القرآن، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وتجد التكفيري الذي يفجر نفسه بالمسلمين الأبرياء بالعراق يصلي ويقرأ القرآن ثم يفجر نفسه ويقتل الأبرياء لأنه لم يفهم كيف أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، بل عرف أنه يجب قتل من يخالفه الرأي لكي لا يكون عقبة نحو سيطرته على البلاد والعباد وفكرهم، وعرف الصلاة كإحدى الطقوس الإسلامية عليه تأديتها فقط دون معرفة مقاصدها والنتائج التي يجب أن تظهر على من طبقها·

لنعد تعيير ميزان الحق والباطل لدينا كي نكون ممن يطلب الحق ويصيبه وليس ممن يطلب الحق فيصيب الباطل أو يطلب الباطل فيصيبه، ولنترك مسألة التبرير وخاصة التبرير لكل تكفيري وإرهابي وكل مخالف للقانون بأنه "مغرر به" فنذكركم بقول الله عز وجل: "بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره" والعجيب أن خصوم التكفيريين سواء من المذاهب الإسلامية أو السياسية والفكرية كالليبراليين والعلمانيين إذا أراد أحد التكفيريين المتنفذين إدانة خصمه بشكل قانوني كاتهامه أنه قال رأيا يخالف "ثوابت الأمة حسب مدرسة التيار التكفيري" لا نجد أحدا يقول إن "صاحب هذا الرأي مغرر به" فيخرج براءة، بل يدان بشدة دون محاولة لإيجاد عذر له كما يحدث مع غيره!

machaki@taleea.com

�����
   
�������   ������ �����
العناصر الإيجابية ي مؤسسات الدولة
سقراط الكويت
فاقد الشيء لا يعطيه
ماذا بعد عودة الأموال؟
الوعي المزيف والوعي الواقعي
فرق تسد...
بقناع جديد
اللجنة الوطنية لإعادة أملاك الدولة
جهد أقل...
وإصلاح وتطوير أكثر
لقد اقترب الفرج
جمعيات النفع العام في شراك الاستبداد
الكويتي المبدع والمفكر
الشعب هو ما يحمله من أفكار
سلطة الفاكهة والكوكتيل
التعددية وصراع الأضداد
مالكم والسيد المهري
لا ونعم
إذا كان الشعب لا يبالي
الفوضى المنظمة
حزب الله والنظرة للذات
  Next Page

استعجال نفطي:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
سارق ومجرد من إنسانيته:
محمد بو شهري
نواب الفساد.. من يحاسبهم؟!:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
ثقافة الانتقاد!:
عامر ذياب التميمي
وجه آخر للمرأة الخليجية:
د. محمد حسين اليوسفي
رسائل تعزية ومواساة:
د. عبدالواحد محمد الخلفان
تسونامي – كاترينا.. أسعار النفط ما الضابط لها؟:
زيد العقيل
طلب الحق ...فنصر الباطل:
فيصل عبدالله عبدالنبي
..وماذا بعد الانسحاب من قطاع غزة؟!:
عبدالله عيسى الموسوي
الأمم المتحدة الى أين؟:
كامل عبدالحميد الفرس
نحن و"كاترينا":
مسعود راشد العميري
المرأة العراقية العربية.. هتك لحرماتها الفكرية والجسدية:
عويشة القحطاني