ربما منذ اندلاع الشراراة الأولى للعدوان الصهيوني للحرب الراهنة على لبنان الشقيق والتي لا يحتاج فيها المتابع الى الاستعانة بنظرية "المؤامرة" لكي يدرك مقاصدها! والسبب كما هو واضح هي حرب مؤيدة من قوى الشر العظمى وممهدة لها تصريحات عربية مريبة و"ميوعة" ما بعدها ميوعة من بيانات مجلس الأمن الى بيان مجلس الجامعة العربية!
ربما المسؤولية علينا تتجاوز حد التأييد والمناصرة لمواجهة العربدة الصهيونية المستمرة، فعلى ما يبدو أن هذه المرة فرضت الأحداث علينا عبئا جديدا وهو في المضي قدما لتطوير "كفاءة" الاستقبال لدى العقل العربي الانهزامي الذي استشرى في الصحافة العربية والمحلية، فبتنا نلاحظ بعضا مؤثرا قد استسهل ما يجري من ترويع للآمنين وفتك للمظلومين وتهجيرهم في العراء في لبنان وفلسطين، بل زادوا حين استهزؤوا بالشباب المؤمن بعدالة قضيته، وذهبوا أبعد من ذلك بكثير بتحريك بعض رجال "الفقه" لتعريف الشهيد من غيره وهي حالة تكشف عن فضائح نتائج وأهداف هذه الحرب التي فاقت بعض الأقلام الصهيونية في تبريرها للعدوان الوحشي لحكومة "أولمرت" ظنا منهم أنهم يمارسون حرية الرأي يعملون بالعقل وأن لا حاجة لاستدعاء العواطف في الوقت الراهن!·
ففي الوقت الذي نرفع أكف الدعاء بأن يحفظ الله عز وجل كل بلاد المسلمين من شر الطغيان والعدوان فإننا نستلهم من صبر وصمود المناضلين في المقاومة الإسلامية في لبنان وغزة، العزة والكرامة ولا يسعنا سوى تقديم الشكر الجزيل لهم والثناء الجلي على قيامهم بجهاد يرفع الأصر عن الأمة بكاملها، ويقطع الأغلال التي ارتهنت بعض الأنظمة لشباكها ويريدون من شعوب الأمة العربية والإسلامية التعايش "الواقعي" معها··!
إن هذه الأقلام والتي خرجت عن الضمير الإنساني في مواقفها من الهجمة الأخيرة للصهاينة على لبنان وغزة، وقد دأبت منذ سنين برسم خط للتخاذل والانبطاح للإرادة الصهيونية حري بها أن تجدد "خلايا عقلها" حتى تتواكب مع الإرادة الإنسانية والشعبية، فإن الحبر الذي تسطره ضد الأمة وآلامها سيتحول إلى زيت نار يحرق أجسادهم "فمن أحب عمل قوم حشر معهم"· |