في ظاهرة غير مسبوقة أثناء الحروب يخرج الشعب اللبناني بمختلف فئاته ليجتمع في بيروت أمام مقر الأمم المتحدة محتجا على قصف الصهاينة لأحد الملاجىء المدنية في قانا·
من مختلف الفئات والمشارب وقفوا مستهزئين بالطائرات الإسرائيلية ومتحدينها في الوقت نفسه·· بل إنهم رفعوا صور سماحة السيد حسن نصر الله سيد المقاومة ورايات حزب الله منددين بالصهاينة وأمريكا التي تساعدهم بصواريخها التي تنقلها يوميا من مصانعها الى ساحة المعركة·
للمرة الأولى ترتفع الخناجر اللبنانية متحدة من كل الفئات لتصيح "لبنان حرة·· حرة· أمريكا·· بره·· بره··" فلقد أصبح واضحا للبنانيين أن عدوتهم الحقيقية هي أمريكا قبل أن تكون إسرائيل···
فالعدو الصهيوني انهزم أمام مجاهدي حزب الله وفروا من المعركة يجرون ذيول الخيبية، ولكن أمريكا هي التي أمدتهم بالطائرات وبالصواريخ وأعطتهم الضوء الأخضر لقصف البنية التحتية وتهديم المنازل والمساجد والكنائس وقتل الأطفال·
وكانت مجزرة قانا الثانية هي القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقال·
أمريكا هذه أصبحت مكروهة في كل أنحاء العالم، وأصبحت معزولة مع إسرائيل، وأصبحت غير مرغوب فيها في العالم العربي·· ولقد كانت تظاهرة الكويتيين أمام السفارة الأمريكية في الكويت احتجاجا على مجزرة قانا التي قُصفت بالصواريخ والطائرات الأمريكية نموذجاً للرفض العربي للإدارة الأمريكية وغطائها السياسي للعدوان الصهيوني على لبنان·
الاعتداء الأخير على لبنان أعطى حزب الله دعما شعبيا منقطع النظير على مستوى العالم العربي والإسلامي·· وأصبح سماحة السيد حسن نصر الله أمل الأمة وصاحب الفضل بعد الله لعودة العزة والكرامة لها·· فللمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي - الصهيوني ينهزم العدو ويفرّ من ساحة المعركة ويستنجد بالإدارة الأمريكية لتشكل له غطاء سياسياً بعد أن أعطته الدعم العسكري كي يخرج من الحرب ببعض المكاسب السياسية من خلال قرار يصدر من مجلس الأمن·
وفي المقابل فإن سلاح المقاومة لن يُنزع من حزب الله لأنه أصبح بوضوح هو الضمانة الحقيقية وقوة الردع اللبنانية ضد العدو مع طلب أن يعزز بقوة ردع صاروخية ضد الطائرات كي تكتمل قوته، حيث إن إسرائيل لم تتفوق إلا بسلاح الطيران·
أما القوات الدولية إن جاءت فيفترض أن تكون على الجانب الإسرائيلي وليس على الجانب اللبناني·
أما ما ينتظره العالم فهو صورة النصر التي تتمثل بعميد الأسرى سمير القنطار بعد خروجه من السجن وهو يحتضن سماحة السيد حسن نصرالله الذي وعد فأوفى وتكلم فصدق·· إنها صورة الانتصار الكبير والذي سيكون سمير شاهداً عليه·
السيد حسن نصر الله أدار الجانب العسكري باقتدار مع حزبه، وكذلك الجانب الإعلامي والمساعدات الاجتماعية وسيواصل المسار بإدارة الجانب السياسي مع الحكومة اللبنانية ليسجل فصلا جديدا من الكرامة العربية واحترام الشعوب والدفاع عن المواطن العربي أينما كان· |