رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 2 أغسطس 2006
العدد 1739

���� �������
1 - وعد وزير الطاقة في الأسبوع الماضي بأن مشكلة انقطاع المياه عن المساكن ستحل خلال الشهر الجاري "أي هذا الشهر" وأن لا عودة لسياسة القطع المبرمج للمياه، ونحن نأمل بذلك لأن هذه المشكلة صارت وصمة عار على الحكومة السابقة ممثلة بوزيرها للطاقة فبدل أن تنشىء الحكومة محطات جديدة لاستيعاب الصرف المتزايد للمياه وقيام مناطق جديدة آهلة بالسكان،
دوي الأفكار
يقول الله عز وجل: "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين" الشعوب عبر التاريخ تواجه تحديات داخلية وخارجية، تحديات على مستويات مختلفة، وكل أمة أعطاها الله الحرية في اختيار نوع الاستجابة لهذه التحديات، والعوامل التي تجعل استجابة شعب أو فرد أفضل من غيره ترجع لأمور أربعة يذكرها المفكر الأمريكي ستفين كوفي وهي: إدراك الذات والضمير والإرادة المستقلة والخيال المبدع.
قبل عامين تقريبا وفي عهد الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله تم منح الكويتيين كافة مبلغاً، قدره مائتا دينار لكل شخص بكلفة بلغت نحو 200 مليون دينار كويتي، وقد هلل البعض أنذاك لحصولهم على تلك المنحة، وقبل أيام قليلة أصدر مجلس الوزراء مرسوما بمنح كل كويتي مائتي دينار مجددا، بكلفة إجمالية تبلغ 200 مليون دينار أيضا، ومجددا هلل البعض لهذ المنحة.
ربما منذ اندلاع الشراراة الأولى للعدوان الصهيوني للحرب الراهنة على لبنان الشقيق والتي لا يحتاج فيها المتابع الى الاستعانة بنظرية "المؤامرة" لكي يدرك مقاصدها! والسبب كما هو واضح هي حرب مؤيدة من قوى الشر العظمى وممهدة لها تصريحات عربية مريبة و"ميوعة" ما بعدها ميوعة من بيانات مجلس الأمن الى بيان مجلس الجامعة العربية!
* لعله من نافل القول الإشارة الى أن تسييس الدين يعد من أسوأ الظواهر التي ابتليت بها الأمة الإسلامية في الماضي، وما برحت تكابد آثارها الضارة المحرضة على الفرقة والتشرذم، فضلا عن إثارتها للفتنة الراقدة في طيات وسطور بعض المصنفات الفقهية التراثية الصفراء الطافحة بثقافة الخلاف وفقه الفرقة والتشظي والتشرذم!
مئات من المدنيين الأبرياء قتلوا، وآلاف منهم جرحوا، وما يقارب النصف مليون شردوا من منازلهم ويقطنون المدارس وما توافر من السقوف المهجورة التي قد تحمي رؤوسهم من قنابل إسرائيل البربرية، آلاف من الأرواح حصدت ومازالت تحصد كل يوم بتفويض من مجلس الأمن والأمم المتحدة، والمحرك والداعم الأول لهذه المجزرة المقصودة، حاملة راية "حقوق الإنسان والديمقراطية"، شرطي العالم المنحرف عن كل الأخلاقيات، الولايات المتحدة الأمريكية.
آفاق ورؤيـــة
في ظاهرة غير مسبوقة أثناء الحروب يخرج الشعب اللبناني بمختلف فئاته ليجتمع في بيروت أمام مقر الأمم المتحدة محتجا على قصف الصهاينة لأحد الملاجىء المدنية في قانا.
من مختلف الفئات والمشارب وقفوا مستهزئين بالطائرات الإسرائيلية ومتحدينها في الوقت نفسه·· بل إنهم رفعوا صور سماحة السيد حسن نصر الله سيد المقاومة ورايات حزب الله منددين بالصهاينة وأمريكا التي تساعدهم بصواريخها التي تنقلها يوميا من مصانعها الى ساحة المعركة.
كما هو متوقع عند بدء حرب مع دولة إسرائيل تتسارع الحوادث بسرعة وتتعقد الأمور وتصبح من السهولة بمكان أن تسلك طريقها نحو مواجهة مفتوحة· يكتسب الأمر طابعاً خاصاً عندما يأتي الحديث عما يجري على الحدود مع لبنان ويصبح ذا أهمية أكثر خصوصية مع طرف من مثل حزب الله اللبناني صاحب التاريخ الخاص المتميز في مواجهة العدوان والغطرسة الإسرائيليين.
مع تصاعد وتيرة الهجمات الإسرائيلية الوحشية على الأراضي اللبنانية، والاستماتة التي تبديها إسرائيل مدعومة بمباركة أمريكية صريحة لكسر إرادة الصمود والمقاومة مازال العرب يراوحون مكانهم عاجزين عن أن يكملوا النصاب لعقد قمة عربية طارئة لمناقشة الوضع في لبنان، إنّ هذا العجز الفاضح المحيّر يجعل الجميع يتساءل: ما الذي تحتاجه الحكومات العربية أكثر مما يحدث الآن لكي تتفق على عقد قمة عربية؟!
تبدو الحياة بالنسبة للكثيرين منا كمجموعة حلقات بعضها متصل والآخر منفصل، ويختلف الناس في نظرتهم وكيفية تعاملهم مع هذه الحلقات فمنهم من ينغلق على حلقته الخاصة، دون أن يقيم علاقة مع ما يدور خارجها، ومنهم من يفتح قناة تواصل بسيطة بين حلقته وعدد من الحلقات الأخرى المنتقاة بعناية، ومنهم من ينفتح تمامًا على معظم الحلقات الأخر، ولا يكاد يضع فواصل بينها وبين حلقته الخاصة، لإيمانه بضرورة عدم انفصال حلقات الحياة التي تشترك في بعض الأسس.
الهزيمة تعني أن نُقتل ونُشرد وتُهدم بيوتنا وُتحطم بنيتنا التحتية، وهذا ما حصل للشقيقة لبنان بسبب تخاذلنا وتهاوننا وخوفنا من المواجهة والحرب أو حتى خوفنا من التأييد والضغط والموقف الموحد من الاعتداء الإسرائيلي، فرنسا مواقفها أكثر جرأة وصراحة وشجاعة من مواقف الدول العربية فلو كانت مواقف العرب متوحدة وقوية تجاه الاعتداء لكثرت الدول المؤيدة لحقوقنا، ولكن إذا كان المعتدى عليه صامتاً فالباقون سيحذون حذوه!
قضيتنا المركــزية
في البداية أعترف بأنني قد لا أضيف شيئا جديدا عندما أتحدث عن الأوضاع في لبنان بعد سلسلة الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية على البنى التحتية والمراكز الحيوية هناك.
ولكن إن الواجب علينا أن نسطر سلسلة من الرؤى حول الأحداث التي تحصل هناك من باب المشاركة في جهاد الكلمة.
مازالت البلاد تدار بنفس العقلية التي تعمل حسب أهوائها لا حسب النظم والقوانين والدساتير التي يعمل بها في جميع دول العالم فوجود الدستور والقانون شكلي عند القائمين على إدارة البلاد والكويت بالتأكيد من الدول التي تحكم من خلال دستور وقوانين كي تدار بشكل مؤسسي منظم لا بشكل إقطاعي،