في البداية أعترف بأنني قد لا أضيف شيئا جديدا عندما أتحدث عن الأوضاع في لبنان بعد سلسلة الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية على البنى التحتية والمراكز الحيوية هناك·
ولكن إن الواجب علينا أن نسطر سلسلة من الرؤى حول الأحداث التي تحصل هناك من باب المشاركة في جهاد الكلمة·
أولى الملاحظات تتعلق بمواقف بعض وسائل الإعلام العربية وكتاب الأعمدة خصوصا أولئك الذين يقللون من إنجازات المقاومة ويستنكرون في زمن الاستسلام والتطبيع أن يكون لدينا مقاومة كحزب الله، نقول لهم إن الأيام القادمة كفيلة بأن ترد كيدكم في نحوركم وحشركم الله مع من تدافعون عنهم·
أما ثاني الملاحظات فهي التأكيد المطلق بأن الكيان الصهيوني منذ نشأته لم تعرف قيادته سوى الإرهاب والمجازر لغة وحيدة للحوار بدءا من عمليات التطهير العرقي والتهجير الجماعي عام 1948م إلى اليوم الذي ترتكب فيه مجازر يومية بحق الأبرياء في فلسطين ولبنان وما يجري اليوم ليس سوى ترسيخ لما قلناه سابقا وسنقوله لاحقا بخصوص هذا الكيان الشاذ·
أما ثالث الملاحظات فهي المتعلقة بالمجتمع الدولي الذي سقطت عنه وللأبد ورقة التوت التي كانت تغطي عورة الشرعية الدولية، فمن العار أن يطالب العالم أجمع وخصوصا حكومة إسرائيل لبنان بضرورة التطبيق الشامل للقرار الدولي 1559 بينما لا يطالب إسرائيل بتطبيق مئات القرارات الدولية المتعلقة بالصراع العربي - الإسرائيلي وعلى رأسها القرار 181 المتعلق بتقسيم فلسطين الى دولتين مع اعتبار القدس منطقة ذات سيادة دولية·
ورابع ملاحظاتنا هي القناعة التامة بأن نبض الشارع العربي والإسلامي قد أضحى مؤيدا للمقاومة بصورة شبه كاملة وهذه الحالة نشهدها في وسائل الإعلام والمظاهرات الجماهيرية والدعم المالي غير المحدود الذي يقدمه البسطاء لنصرة لبنان، وهي في الوقت نفسه، مناسبة لتحية الشباب الكويتي الواعي الذي تصدى بكل تلقائية وقاد المظاهرات الشعبية لنصرة الحق اللبناني·
خامس الوقفات هي النقلة النوعية التي استطاع حزب الله أن يدير بها الحرب المفتوحة مع الجيش الإسرائيلي حتى باتت بطولات يعترف بها قادة العدو في وسائل إعلامهم، فبعد أسابيع من الضربات المركزة التي استهدف أكثرها المناطق المدنية، نجد أن المقاومة ما زالت قادرة وفق تكتيكات استراتيجية دقيقة - أن تقصف مدن العمق الإسرائيلي بالصواريخ، وما المواجهات البرية البطولية في مثلث مارون الرأس - بنت جبيل، والتصدي الشجاع لقوات النخبة في الجيش الإسرائيلي وتكبيده عشرات القتلى والجرحى وتدمير البارجة البحرية إلا خير أمثلة على ذلك·
أما سادس الوقفات فهي المتعلقة بنا جميعاً وضروة عدم الانهزام النفسي ومتابعة الإعلام الصادق وعلى رأسه قناة المنار التي أثبتت في المواجهات الأخيرة قدرتها على نقل الأخبار والتقارير بكل صدق بعيدا عن المبالغات والتهويل، كما نوصي الجميع بشحذ الهمم بمتابعة خطابات السيد حسن نصر الله قائد المقاومة الإسلامية لأننا بحق بحاجة لمثل هذه المواقف والكلمات الصادقة في زمن الخنوع والركوع على عتبات البيت الأبيض·
تحية إجلال وتقدير للمقاومة اللبنانية، والخزي والعار لكل من طبل لآلة الحرب الإسرائيلية وبارك هجماتها الوحشية على المدنيين في لبنان، والعار موصول لجميع من حاربوا المقاومة وقللوا من إنجازاتها البطولية في ميادين الجهاد والتضحية في زمن باتت فيه التضحية عبئاً لا يتحمله سوى الأبطال والمجاهدين الحقيقيين·
ولنا في الأسابيع القادمة وقفات مع ما يحصل في لبنان والانتصارات البطولية للمقاومين، والهزائم المذلة لدولة إسرائيل الغاصبة، وإلى ذلك الحين ليس بوسعي أن أقول سوى أن شعار الشرفاء والوطنيين الملتزمين اليوم قد أضحى: "كلنا حزب الله"· |