اضرب ما شئت وكفّر من استطعت وحرق بيديك كل حديقة واطمس برجليك معالم كل وردة وانشر الرعب في كل محفل، وغيّر لون الأنهار والأشجار وتراقص مع الشيطان على دماء بني الإنسان من الأبرياء أطفالا ونساء·· كل هذا وتدعي أنك تنطلق من القرآن!
لقد باشر الزرقاوي ورفاقه تمارين الرماية اللفظية في البيانات التي أصدروها مؤخرا ذات الأحقاد التاريخية وشمر عن الطائفية التي يريدها هو ومن يرعاه واحتضنه بكل أبعادها الشريرة، لقد خرج من عش الدبابير حتى يهزم الغزاة كما أعلن، فما بال حرابه لا تسدد سهامها إلا على المسلمين في العراق؟!
نحن على يقين أن هؤلاء ينشرون "البدعة الكبرى" فمن هؤلاء المنحرفين بدأ الظلام حين أصروا على تفسير آيات القرآن الكريم بالرأي في استباحة الدماء المعصومة، ولا يكفي ذلك بل وتسمع وتقرأ الأعاجيب في منتديات الإنترنت كلها تسير في سياق ثقافة واحدة "الضرورات تبيح المحظورات" وهو مبدأ إسلامي فقهي مستند على حديث شريف ومقتصر على حالات استثنائية يستنبطها الفقهاء والعلماء العارفون بأصول الفقه فقط ولا يتوسعون فيه خشية أن يستغل لمآرب ومصالح خاصة لا تخدم الإسلام·
إلا أن ما حصل وسيطر هو التوسع في الإباحة فنجد شرذمة من هؤلاء الذين وصفهم الباري عز وجل في كتابه في سورة الكهف "بالأخسرين" حيث قال عز وجل الآية 104- بسم الله الرحمن الرحيم - "قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا" صدق الله العظيم·
mullajuma@taleea.com |