يجب ألا ننخدع بما يطلق عليه الانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة وإخلائها من المستوطنات وهي المبادرة الماكرة لرئيس الوزراء الصهيوني أرييل شارون·
فشارون يدرك تماما أن المستوطنات اليهودية في غزة ليس لها أي قيمة استراتيجية للكيان الصهيوني بالرغم مما تكبده من تكاليف باهظة لحماية الأقلية الصهيونية هناك، كما أن رئيس الوزراء الصهيوني على ثقة تامة بأن معظم مستوطني غزة على استعداد تام لمغادرتها خصوصا في حال توافر التعويض المالي المناسب والسكن في بيئة أكثر أمنا·
وفي الوقت نفسه، يعول الصهاينة كثيرا على الاستمرار في بناء مستوطنات في الضفة الغربية التي تحظى بأهمية استراتيجية ودينية كبيرة لدى اليهود ففي تقرير نشرته أخيرا “حركة السلام الآن الإسرائيلية” يتبين أن هناك توسعا ملحوظا في بناء المستوطنات في أراضي الضفة حيث وصل عددها الى 102 موقع بالإضافة لقيام فلول المستوطنين خلال السنة الماضية بنقل عشرات المقطورات السكنية لتلال الضفة الغربية، كما قررت لجنة المالية في الكنيست الصهيوني في 16/2/2004 تخصيص 95 مليون شيكل من ميزانية وزارة الإسكان وتحويلها الى المستوطنات في القدس الشرقية والضفة الغربية وتتضمن هذه المبالغ بناء بيوت جديدة وصيانة أخرى وتخصيص مبلغ لحماية وحراسة هذه المستوطنات·
هذه الحقائق تضعنا أمام حقيقة لا يستطيع شارون أو دعاة السلام إخفاءها وهي أن آخر شيء يمكن أن يقوم به السفاح شارون هو السلام واتخاذ خطوات أحادية الجانب من أجل تفعيل مشروع خريطة الطريق، وأن ما قام به يعتبر بالونا إعلاميا ليس أكثر في محاولة يائسة منه لإخفاء جوانب من الفضيحة التي يتهم فيها حاليا هو وابناه المتعلقة في الرشاوى الانتخابية وخيانة الأمانة وهي جرائم لا نستغرب أن يرتكبها من تلطخت يداه بدماء الأبرياء على مدى أكثر من نصف قرن من الزمان·
ختاما، يجب علينا جميعا أن نكون في قمة اليقظة والانتباه تجاه ما يتعلق بالقضية الفلسطينية ومحاولة إيهامنا بأن نقبل بفتات الحلول الصهيوأمريكية وأن لا مجال أمامنا إلا هي وأن نتذكر النموذج المقاوم الشامخ في الجنوب اللبناني الذي أعاد الأرض والأسرى بكل كرامة وعزة وبالمقاومة ولا شيء سواها·
abdullah.m@taleea.com |