| كان للجميع دور في معركة كربلاء التي قادها الإمام الحسين عليه السلام ضد أعدائه·
فالرجل والطفل والمرأة والشيخ كل أدى دوره وقدم البعض أرواحهم رخيصة دفاعا عن المبدأ والدين، ودور المرأة المسلمة كان بارزا وأخذ حيزا كبيرا في هذه المعركة·
والنساء اللواتي كن في كربلاء هن زينب وفاطمة وصفية ورقية وأم هاني وأم كلثوم وهن بنات أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام·
وفاطمة وسكينة بنتا الإمام الحسين عليه السلام، وليلى والرباب زوجتاه، وعاتكة وأم محسن بن الحسن وبنت مسلم بن عقيل وفضة النوبية جارية الإمام الحسن عليه السلام وأم وهب بن عبدالله، وقد بذلن جهدا كبيرا في رعاية الأسرة الهاشمية التي كان يصطحبها الإمام الحسين معه في كربلاء وبالأخص السيدة زينب والتي وقفت مع أخيها الحسين عليه السلام حتى آخر لحظة ثم واصلت دورها في الحفاظ على الأطفال والنساء بعد استشهاد الرجال كلهم عدا الإمام علي بن الحسين زين العابدين الذي كان مريضا ولم يشترك في المعركة·
ولقد ساهمت النساء في تشجيع الرجال على القتال الى أن استشهدوا أمامهن·· ولقد كانت أمهات تسعة من الشهداء حاضرات يوم عاشوراء ورأين استشهاد أبنائهن وهم: عبدالله بن الحسين وأمه الرباب، عون بن عبدالله بن جعفر وأمه زينب، القاسم بن الحسن وأمه رملة، عبدالله بن الحسن وأمه بنت شليل الجليلية، عبدالله بن مسلم وأمه رقية بنت الإمام علي عليه السلام، عبدالله بن وهب الكلبي وأمه أم وهب، وعلي الأكبر وأمه ليلى، ثم إن أم وهب حين قتل ابنها أخذت عمود الخيمة وهرولت تجاه الأعداء تقاتلهم فيه فرميت بسهم واستشهدت من فورها وهي المرأة الوحيدة التي استشهدت في كربلاء·
هذه العجالة في سرد دور المرأة في معركة كربلاء تدلنا على أن للمرأة دورا كبيرا في الحياة السياسية التي قادها أئمة أهل البيت عليهم السلام وكيف أنهم ينظرون الى أن دور المرأة دور مهم ولا يقل عن دور الرجل·
ومن يتابع دور السيدة زينب عليها السلام بعد استشهاد أخيها الحسين سيجد أنها أكملت الدور الرسالي الذي بدأه الإمام الحسين عليه السلام وسجله بدمائه واستشهاده، لتواصله زينب بنضالها ودورها الإعلامي من خلال خطبها البليغة التي ألقتها في مجلس ابن زياد ويزيد وبينت فيها أهداف رسالة الإمام الحسين عليه السلام وسبب ثورته على الحاكم الظالم وأهمية قول كلمة الحق أمام أي سلطان جائر· |
