تذكرت "لزوم ما لا يلزم" لأبي العلاء المعري حينما اعتذر مني أخونا سعود العنزي - حفظه الله - بعدم نشر مقالتي المطولة على اعتبار أنها تنشر في جريدة البيان الغراء التي تصدر في دبي ثم يعاد نشرها على صفحات "الطليعة" بعد ذلك بأسبوع، وهذا يخالف العرف الصحافي· وقد أشفع ذلك بتخييري إرسال مقالتي متزامنة مع إرسالها إلى البيان مبدياً استعداده للانتظار إلى مساء يوم الأحد، كأقصى يوم لاستلام مقالات صفحة الرأي التي عادة ما تطبع في وقت أبكر من ذلك بكثير·
والحق أنني أرسل مقالتي الأسبوعية المطولة يوم الاثنين لتجد طريقها إلى النشر يوم الخميس، وهي فسحة من الوقت كبيرة قد يستجد فيها مستجد يستحق التعليق· لكن ما حيلتنا وظروف النشر تقتضي ذلك!! وإذا كنت متبرماً من يوم الإثنين لبعده عن يوم الخميس، فإن تبرمي لاشك سيكون أكبر من يوم الأحد لأن الفسحة بين اليومين كبيرة· ويعز عليّ أن تخرج "الطليعة" دون أن يساهم فيها واحد من "أهل بيتها"!!
والحق أن كثيرين مروا بـ"الطليعة" وقد اتخذوها "دار ممر" للوثوب إلى مكان أكثر لمعاناً وبريقاً وبالتأكيد عطاءً، ذلك أن "الطليعة" لا توزع على كتابها ذهباً وفضة، بل حتى لا توزع عليهم كلمات الشكر والإطراء، انطلاقا من كون ما يقومون به واجباً وطنياً لا يقتضي المدح والثناء· وحسب الكاتب في "الطليعة" أن ينجو من النقد أو التعليق الجارح أو الاتهام بالتقصير·
على أنني رغم ذلك قد اتخذت "الطليعة" "دار مستقر" فهي بيتي وأصحابها أهلي أو كما يقال في العامية "إخوان دنيا"· فقد بدأت المساهمة فيها باكراً، قبل نيف وثلاثين عاماً· لم تكن تلك المساهمات متواصلة بل حكمتها ظروف التمكن من الكتابة والدراسة في الخارج وغيرها، بيد أنها لم تنقطع· وأتذكر أنني بعثت بمجموعة مقالات حينما كنت أدرس في الولايات المتحدة، ومنها مراجعة كتاب لأحد الباحثين الإسرائيليين الذي درس الأحزاب في الضفة الغربية قبل الاحتلال الإسرائيلي من واقع ملفات المخابرات الأردنية والتي وقعت بيد الاحتلال بعد العام 1968· ولم ينشر الأخ المرحوم سامي المنيس رحمه الله تلك المقالة على اعتبار أنها لكاتب إسرائيلي، فبعثتها إلى مجلة العامل فنشرها الأخ علي الكندري لتظهر على صدر صفحاتها·
سنواصل كتابتنا في ""الطليعة""، وسنكتب مقالة قصيرة لأنها أكثر تداولاً على حد قول أخينا أبي راشد، وستكون "الطليعة" من دون "ضرة" فمقالتها ستكون خاصة بها·
alyusefi@hotmail.com |