"المجلات الثقافية ودورها في الإصلاح الثقافي" عنوان ندوة عقدتها مجلة العربي الغراء في أواسط هذا الشهر وضمت نخبة من مثقفي الوطن العربي بمن فيهم مثقفون من العراق· وقد دأبت مجلة العربي التي يترأس تحريرها أخونا الكبير الدكتور سليمان العسكري، على تنظيم هذه الندوة بشكل سنوي مما يعطي مجالاً لالتقاء مجموعة من المثقفين العرب على أرض الكويت حيث يتجدد التواصل وتتقوى عرى العلاقات وتتلاقح الأفكار في جو حر يفسح للحوار ولسماع الرأي الآخر·
وإذا كانت لنا من ملاحظات فهي لا تقلل من شأن هذا اللقاء وما تجنيه الكويت من مثله، وهي بالتأكيد لا تروم أن تبخس دور القائمين عليه بالذات أخونا الكبير الدكتور سليمان العسكري لجهوده في الإعداد والتنظيم والترتيب والدعوة، بل حسب كاتب المقال الإشارة والتنبيه إلى جملة من الملاحظات التي هدفها الارتقاء بهذا المحفل السنوي· أما تلك الملاحظات:
فأولها قلة المكلفين من الباحثين والأكاديميين الكويتيين للمساهمة مع إخوانهم وأشقائهم العرب في الندوة· صحيح أن الدعوة إلى الحضور وجهت ربما لجميع أساتذة الجامعة، إلا أن الندوة ينقصها تكليف مجموعة من هؤلاء للمساهمة في نشاطاتها البحثية بتقديم أوراق في محاورها المختلفة·
ثانيها، أن حضور الجلسات من السادة المدعوين من الخارج كان ضعيفاً وبالكاد كان هؤلاء يمثلون نصف من حضروا، حتى في الجلسة الأولى وهي عادة ما تكون جلسة مهمة· لا أعلم كيف سيحل أخونا العسكري هذا الإشكال، ولكن الالتزام ضروري خاصة من الضيوف لأن مبرر عناء تجشمهم القدوم إلى الكويت هو لعرض أوراقهم ومناقشتها والمساهمة في إثراء الحوار·ثالثها، هذا العدد الكبير من الموظفين والإداريين الذين كانت تعج بهم صالة الشيراتون وردهاتها، حيث عقدت الندوة، والذين كانوا ينتشرون في "الكوفي شوب" فيزاحمون خلق الله والمؤتمرين في إيجاد مكان للاستراحة وتداول الرأي والحوار في الساعات البينية (بين الجلسات)· والحق أن الكثير منهم كان بلا عمل أو مهام مما كان يعطي انطباعاً سيئاً لكل من كان يشاهد منظرهم· وأعتقد أن من الأفضل أن نكافئ الموظف المجتهد، ومن إحدى مكافآته هي حضور هذه الندوة ومثيلاتها·
على العموم، ندوة حية مليئة بالنقاش والحوار، نتمنى أن تستمر دائما بعطاء أخينا الدكتور سليمان العسكري وأمثاله·
Alyusefi@hotmail.com |