لعل الفقه القانوني ومنذ بدء الخليقة وحتى يومنا هذا وكخلاصة ونتيجة لما توصلت إليه المحافل والمدارس والنظريات القانونية والحقوقية، صدرت ملايين من القوانين والشرائع والمؤلفات إن كانت سماوية أو دنيوية فإن كل ما ورد فيها ينطبق على ما اقترفه صدام حسين وعصاباته وجميعها لا تسقط بالتقادم ولا يمكن تفنيدها وليس بمستطاع أحد ممن يدافع عنه أي كان أن يطعن بها ويبرئ صدام من ارتكابها· ونظرا لضخامة الجرائم التي ارتكبها صدام وشموليتها وبشاعتها واتساع الرقعة الجغرافية التي ارتكبت عليها، حيث إن هناك ثلاث دول وشعوبها تعرضت لجرائم صدام وعصاباته هي العراق والكويت وإيران على سبيل المثال لا الحصر فإن أية محكمة موضوعية لا تستطيع إنجاز محاكمة صدام قبل سنوات طويلة من المرافعات والدفوع وربما يموت صدام وهذا قدر الله سبحانه وتعالى قبل أن يرى ضحاياه وذووهم جلادهم وقد نال جزاءه لأن بطء الاجراءات في القضاء أو بالأصح البيروقراطية القضائية - وهي ظاهرة عالمية - تتطلب سنوات حتى تحكم في قضية واحدة في غالب الأحوال بينما صدام متهم بملايين القضايا وكل من ضحاياه أعد آلاف الملفات إضافة إلى أطنان من الأدلة والإثباتات والمستمسكات والوثائق المقروءة والمسموعة والمرئية·
لذلك أعتقد وربما يشاركني الكثيرون هذا الاعتقاد بأن القضاء المستعجل هو المناسب للإسراع بمحاكمة صدام وعصاباته والانتهاء منها على الوجه الأكمل والمنشود· يقول الاستاذ الدكتور عبدالعزيز مخيمر عبدالهادي من جامعة الكويت: "وفي هذا النطاق ظهرت في معظم الأنظمة القضائية الوطنية بجانب القضاء الموضوعي محاكم مستعجلة أو وقتية، بهدف القضاء على بطء الاجراءات في التقاضي وطولها ومراعاة مواعيدها والمحافظة على حقوق الخصوم في خلال الفترة التي تستغرقها اجراءات الفصل في الدعوى وصدور الحكم الموضوعي وكذلك للمحافظة على أدلة الإثبات فيها"·
وأنا أعتقد بأن ما يزيد من طول المحاكمة إذا تمت بغير القضاء المستعجل أنها ليست جنائية فحسب إنما هي سياسية أيضا وهي محاكمة الحكم البائد الذي استمر لأكثر من 35 عاما وكذلك هي ليست عراقية فقط إنما هي إقليمية ودولية أيضا وهكذا لذلك كله فإن تطبيق معايير وفقه القضاء المستعجل سيختصر الكثير من الزمن، وسيجعل الضحايا أكثر راحة وإطمئنانا بل العالم كله الذي لم يسلم ن استهتار وطيش صدام وزمرته·
وكنت وقبل سقوط النظام من أكثر المطالبين بمحاكمة صدام ونزع الشرعية المزيفة عن حكمه وعزله كأحد الأسلحة الخطيرة في مسار المطالبة بإسقاطه، كذلك طالبت ضحاياه باقامة دعاوى عليه وإن كانت فردية وكانت الحملة الدولية لمحاكمة صدام لم تنطلق بعد بقيادة النائبة البريطانية (آن كلويد) بينما الإعتصام المستمر في الطرف الأخر بلندن كان قد بدأ في 1996/12/8 تحت شعار: (باقون هنا حتى المحاكمة) وهو أطول اعتصام في التاريخ وما زال مستمرا في بغداد هذه المرة، ولكن مع الأسف الشديد لم تسفر كل تلك الجهود في محاكمة صدام وذلك لأسباب سياسية وصراعات وتوازنات ومصالح دولية وإقليمية·
لذلك فإن إنجاز محاكمة صدام وعصابات حكمه وبشكل مستعجل وسريع كان ولا يزال مطلبا يشاركنا فيه العراقيين وملايين البشر في جميع بلدان العالم ولابد من تحقيقه بعيدا عن التسويف أو المماطلة والمصالح والمساومة وعقد الصفقات·
فضائح صدام اللا أخلاقية
في لندن أكد الدكتور صاحب الحكيم - مقرر جمعية حقوق الإنسان في العراق بأن لدى الجمعية ما يثبت استخدام أجهزة نظام صدام القمعية لكل أنواع الجرائم اللا أخلاقية (الجنسية) ضد العراقيين من النساء والرجال وأن لديه وثائق كثيرة· ومن الأمثلة الموثقة لدى الجمعية ما يلي:
أولا: قيام صدام حسين بممارسة الإعتداء الجنسي وفي داخل مكتبه في القصر الجمهوري على زوجة شخصية عراقية معروفة، اعتقله رغبة في مراودة زوجته (الضحية) بعد استدراجها إلى مكتب المذكور وأطلق سراحه من السجن في اليوم التالي! وقد أثبتت تلك الضحية إفادتها القانونية في مكتب المنظمة ومنظمات إنسانية أخرى وتحدثت عن الموضوع لوسائل إعلام أخرى مما جعل صدام يقتل شقيق زوجها في بغداد·
ثانيا: امرأة أخرى دعاها صدام إلى أحد قصوره في منطقة الكرادة ببغداد للبحث بشأن زوجها المسجون وهجم عليها كالحيوان فما كان منها إلا أن غرزت أظافرها في وجهه وسال الدم بغزارة منه فتركها تتعرض للضرب والإهانة من عناصر حمايته···!!
ثالثا: هناك شاب عراقي أدلى بشهادته بأنه تم الإعتداء عليه جنسيا في جهاز المخابرات العراقي وتم عرضه على الفحص الطبي في بريطانيا الذي أثبت الجريمة·
رابعا: أكد معارض عراقي مقيم في (····) رفض الإدلاء باسمه وكان قريبا من الدوائر المحيطة بصدام حتى عام 1990 بأن صدام يمارس أبشع أنواع الجنس في داخل مكتبه الرئاسي في القصر الجمهوري وإلى جانب سارية العلم العراقي التي كتب عليها (الله أكبر)؟!·
خامسا: توجد لدى الجمعية صور ووثائق عن ولادات غير شرعية حصلت داخل السجون العراقية وهناك صور عن شابات عراقيات وهن داخل السجن وبأعمار من 15 إلى 20 سنة حاليا·
سادسا: هناك شهادات موثقة عن العشرات من الفتيات العراقيات اللاتي اختطفتهن عصابات عدي صدام من المدارس والشوارع لبضعة أيام ثم أعدن إلى بيوتهن بعد إزالة بكارتهن؟!·
ثامنا: في أمريكا توجد شابة عراقية من مدينة سامراء تعيش مع شقيقها كان صدام حسين قد اغتصبها منذ منتصف الثمانينات ثم زوّجها إلى أحد منتسبي حمايته لمدة ستة أشهر فقط ! ثم أرسلها للدراسة في أمريكا وبقيت هناك مع شقيقها والقصة هذه معروفة لأهل مدينة سامراء جميعهم·
وفي العراق يتداول العراقيون الكثير من هذه القصص المؤلمة···!
hamid@taleea.com |