· الخيرات والشرور في الحياة قد خلطا مع بعضهما ولا يقبلان التفكيك ولا الانفصال، فأينما وجد في الطبيعة شر فهناك يوجد أيضا خير، وأينما وجد فيها خير فالشر أيضا موجود، فالخير والشر قد عجنا في الطبيعة وركبا والوجود والعدم لا يشكلان في الخارج فئتين منفصلتين، فالعدم نفي وفراغ، ولا يمكن أن نحيل موقعا خاصا في مقابل الوجود، ولكنه في عالم الطبيعة حيث هو عالم القوة والفعل والحركة والتكامل والتضاد والتزاحم ففي المكان الذي يصدق فيه الوجود يصدق العدم، وعندما نتحدث عن "العمى" فلا ينبغي الظن بأن العمى شيء خاص وواقع ملموس بحيث يوجد في العين شيء يسمى عمى وإنما العمى هو فقدان الرؤية وعدم البصر وليس له أي واقع متميز·
· إن العبارات الأخلاقية لا تحكي عن شيء موجود في الخارج، بل هما مجرد إنشاء يقال بصيغة افعل أو لا تفعل وأي كلام ليس له مدلول محسوس في الخارج كالقضية الطبيعية أو دل على نفسه كالقضية الرياضية فهو كلام فارغ، وإن القيم مجرد أمانٍ ورغبات إنسانية ولا شأن لها بعلم أو فلسفة·
· إن وطن الإنسان هو راحة الإنسان وأمنه وحريته وكرامته وحقوقه ومصيره، فكل بلد يؤمن له ذلك هو وطنه الذي يخلص له ويستميت في سبيله سواء أكان بلدا الآباء والأجداد أو لم يكن، والأصل أن كل ما يعود على الإنسان بالنفع والصلاح فهو خير وما يعود عليه بالضرر والفساد فهو شر سواء اكتشفنا ذلك عن طريق العقل والتجربة أو العرف والدين·
يقول ابن خلدون: "إن العرب لا يحسنون السياسة ولا يطيقونها"· إن المراقب والمتتبع لا يستطيع هضم وتقبل تصرف الحكومة بإحالة مشروع القانون بتعديل الدوائر الى المحكمة الدستورية، فلقد أشبع الموضوع من كل جانب، وبعد تظاهر الشباب وأغلب نواب المجلس احتجاجا على تصرف الحكومة وبعد أن تم تقديم الاستجواب تراجعت الحكومة، وتريد سحب المشروع من المحكمة الدستورية بموافقة الجميع!! وهذا دليل على ضعف الحكومة وأنها حكومة لا قرار وصاحبة الحلول الترقيعية، فكيف يتعاون نواب المجلس مع هكذا حكومة، لذلك لا بد من الاستجواب·
إن ما يحدث في الكويت ما هو إلا ظاهرة صحية تدل على تغير في المجتمع الكويتي وإن النظرة السابقة بأن الحكومة أبخص قد عفا الزمن على تلك النظرة والمقولة، إن انتشار الفساد والرشوة والسرقات قد تمادت فلا بد من وقفة لتصحيح الأمور بتعاون الجميع، إن الدائرة الواحدة هي الأفضل للكويت والأعدل الذي نتمنى من أعضاء مجلس الأمة المطالبة بالدائرة الواحدة لضمان العدالة والمساواة بين فئات المجتمع، وعلى الإخوة أعضاء مجلس الأمة الـ 17 مؤازرة إخوانهم النواب بالضغط على الحكومة بالموافقة على أن تكون الكويت دائرة واحدة، فهذه فرصة قد لا تتوافر ولا تتحقق فلتكن مواقفنا واضحة· |