نقولها وبصريح العبارة، لقد انكشف المستور وأسقطت أقنعة الحيالة وأتباعهم المخالفين للدوائر الخمس، آه وآه على هؤلاء المتلاعبين بمشاعر الأمة، وا أسفاه على أولئك المتخاذلين مع مفسدي الأرض، إنه من السذاجة بمكان حينما خيل إليهم أنهم يمارسون الحذاقة والكياسة، بل إنها السخافة بكل مضمونها وتعريفها، إلى متى يتوهم ويعتقد مخادعو الأمة بأن مسرحياتهم سوف تنطلي علينا بفصولها الخاوية؟! لا ننكر أنهم قد نجحوا بالضحك على البعض باسم الدين (والخدمات) للأقربين والمحسوبين، استغلوا أسلحة الطائفية والقبلية والعوائلية وكل أشكال العصبيات المقيتة على البسطاء والطيبين، ثمة مثل مشهور يقول: (تستطيع أن تخدع بعض الناس بعض الوقت، ولكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس طول الوقت) نعم لقد لجأوا لكل أنواع الأسلحة الفتاكة في تمزيق المجتمع من أجل الكرسي البرلماني، ولكن عند الامتحان يكرم المرء أو يُهان، وهذا ما حدث لغير المأسوف عليهم في جلسة مجلس الأمة ليوم الاثنين قبل الماضي 15/5/2006·
إنه ليوم تاريخي وعظيم ولن يرحل أو يسقط من ذاكرة الأحرار وكل ذي لب سليم، من منا كان يتصور أن تكون خاتمة تلك الجلسة بذاك الشكل الدراماتيكي؟ من منا توقع أن يكون كل الجمهور الحاضر من مؤيدي الدوائر الخمس؟ في حقيقة الأمر إذا كان الطاقم الحكومي يود أنه يتجنب المزيد من الإحراجات، فعليه أن يسير نحو الاستقالة الجماعية، أما النواب المستغلون من الثمانية عشر إذا كانوا يرغبون بإصلاح ما أفسده الدهر، فعليهم أن يبتعدوا عن الصلافة والمكابرة ويقدموا اعتذارهم للشعب الكويتي وألا يقفوا حائلا تجاه الإصلاح وتقليص الدوائر الى الخمس، وإذا كانت حجتهم العدالة والمساواة في نسبة عدد الناخبين للنواب، فنحن لا نختلف معهم في ذلك المطلب، لا بل حتى لو أرادوا أن يزايدوا على الأمة ونواب ال 29 في تحويل بلدنا الحبيب لدائرة واحدة، نقول لهم أهلا وسهلا بذلك المقترح، ولكن ليتكم أنتم من بادرتم بطلب من حليفتكم الحكومة على تطبيق ذلك الحلم بحكم الوشيجة المتينة التي تربطكم معها، فأنتم الأقربون وال 29 نائب من المغضوب عليهم الآن·
مما يجدر الإشارة إليه، الجماهير الغفيرة التي واظبت على الحضور الى كل المهرجانات الخطابية التي تم تنظيمها في مختلف مناطق البلد لا شك أنها كان لها الأثر الأكبر على دعم ومساندة النواب ال 29، ونخص بالذكر القوى الطلابية والشباب الذين لم يتوانوا في تسخير كل ما لديهم من طاقات وإمكانات، ولذا على النواب الأفاضل ال 29 أن يستمروا في عطائهم المتميز والحس الوطني، وعهد على كل الأحرار أن يهبوا لوطنهم الغالي كل غال ونفيس·
الفرق ما بيننا وبين النيبال!
بعد احتشادات واحتجاجات في أقل من شهر، تحقق الجماهير مطالبها في الإصلاح، بينما نحن في الكويت منذ ما يقارب السنتين نطالب بالإصلاح وتقليص الدوائر! ترى إلى متى سوف يستمر ذلك الرباعي في وضع العصا في عجلة الإصلاح؟
freedom@taleea.com |