إن دولة الكويت تعيش في هذه الأيام أو في هذه الفترة حالة من التكاسل المستمر أو التأجيل غير المبرر من قبل المواطنين أو من قبل الحكومة أو مجلس الأمة حتى التأجيل والتكاسل سمة من سمات هذا الوطن ولكن لنترك كل هذا التكاسل على جانب ولنر تكاسل مجلس الهزل·
إن مجلس الأمة يعيش حالة من التكاسل غير المعقولة ليس بسبب إهمال النواب لجلسات المجلس مع أن بعض النواب وصلت بهم حالة التكاسل لدرجة عدم حضورهم للجلسات، التي تعتبر المحور الأساسي لوجودهم في المجلس، أما عن التأجيل المستمر فإنه يأتي من ناحية تأجيل قوانين هذا البلد حتى انتهت مبررات هذا التأجيل، ولكن نواب الأمة وجدوا مبررات غير واضحة للملأ بل هي مبررات بينهم وبين الحكومة ألا وهي المصلحة الشخصية ليست مصلحة هذا الوطن أو مصلحة المواطن إنما المصلحة الشخصية التي تطغى على نفوس بعض النواب حتى أصبحت نفوس بعض النواب أمام المادة (أرخص من كرتون الخيار في الچبرة) إن لم تكن المادة هي المسؤولة نرى أن هناك مصلحة أخرى للنائب في كيفية تمرير هذه القوانين والشاهد قانون تعديل الدوائر الذي جعلنا نرى أن معظم نواب الأمة خبراء جغرافيا في كيفية تقسيم هذا البلد حيث إن كل نائب أجرى الدراسات وقام بتوزيع الاستبانات حتى يحصل على التقسيم المثالي، للدوائر، التقسيم الذي يخدم هذا البلد وليس التقسيم الذي يخدم مصلحة النائب أو مصلحة الطائفة أو مصلحة القبيلة أو مصلحة بعض التيارات التي ينتمي إليها بعض النواب، معاذ الله، بل مصلحة الوطن أولا، وغير ذلك من القوانين المؤجلة كقانون المطبوعات الذي لن يرى النور قريباً كما يتضح لنا من الوضع الراهن لمجلس الهزل، أما من ناحية الهزل فإننا نرى نواب الأمة وقد شجعوا على المسابقات المحلية التي تدور هذه الأيام في أروقة بعض المستشفيات أو في طرق هذا البلد من قبل بعض المراهقين من حالة صراع بالآلات الحادة ولكن ارتأى النواب أن يحسنوا من هذه المسابقات فلم تكن هناك آلات حادة إنما بعض السب والشتمم من قبل النواب وبعض الكؤوس المتطايرة في مجلس الهزل حتى أن هذه المسابقات أصبحت تتصدر عناوين الصحف تنافس مسابقات دوري الشهيد فهد الأحمد أو كأس الأمير بل إننا سمعنا أن هناك رابطة مشجعين لهذه المسابقة قيد الإنشاء من قبل بعض نواب المجلس البلدي لمؤازرة النائب الذي يرون أنه سوف يتصدر هذه المسابقة الدخيلة على هذا المجلس الذي أصبح في حالة يرثى لها، والسبب الأول والرئيسي هو غياب الوعي لدى المواطن أو غياب الوازع الديني لدى البعض مما يؤدي الى التساهل في بيع الصوت، فهل غياب هذا الوعي يقود الديمقراطية إلى طريق التهلكة؟ والسؤال الأخير هل سيستمر الجدل إلى الأبد؟
طالب بجامعة الكويت قسم العلوم السياسية |