تحرك القوى السياسية بكل الاتجاهات سد كل الطرق أمام الحكومة وتقديم استجواب لرئيس مجلس الوزراء جعل الخيار الوحيد هو حل المجلس·
ولكن هل الحل نهاية المطاف؟ وهل هو حل للمشكلة الأساسية المتمثلة بوضع الدوائر الانتخابية الحالية أم أنه عبارة عن تأجيل للمشكلة، وتأجيل لصراع سياسي قادم لا محالة مع المجلس الجديد أيا كانت إفرازات الانتخابات؟!·
الوضع السيئ للدوائر الانتخابية قضية أجمع عليها كل النواب ووافقتهم الحكومة بل إنها سعت الى تغيير الدوائر وشكلت لجنة من بعض الوزراء السابقين لهذا الأمر، ثم تقاعست عن المضي في طريق الإصلاح مما دفع نواب المعارضة الى استجواب رئيس الحكومة والذي يحدث للمرة الأولى في تاريخ الحياة السياسية الكويتية وهو الذي أدى الى حل المجلس·
ولكن المستغرب أن الحكومة دعت الى انتخابات بالتشكيلة نفسها للدوائر التي يتحدث الجميع عن سوئها وفسادها دون أن تتجاوب مع نداءات الإصلاح في إشارة الى أن المجلس القادم قد يتشكل بالتشكيل السابق نفسه أو قريب منه، اللهم إلا إذا راهنا على وعي الشعب وقدرته على إحداث تغيير جديد، ولا شك أن الناس كانت تتابع أداء المجلس الماضي وكانت ترصد النواب واحدا واحدا ومواقفهم من القضايا الإصلاحية، ودورهم الرقابي على الحكومة، وبالتالي فإن الرأي الشعبي ستكون له أهميته، ولكن الناس في الوقت نفسه ما زالت تتخوف من سلبيات الانتخابات الماضية والخوف من استخدام المال السياسي والتدخل في الانتخابات والعمل من بعض الأطراف على إسقاط نواب المعارضين، ولكن أثبتت التجارب أنه حتى المجالس التي تعتبر قريبة جدا من الحكومة والمحسوبة عليها هي نفسها تقوم بحلها لعدم أدائها الجيد، وهذا ما شاهدناه في هذا المجلس المحلول، وهذا دليل على أن التدخل غير المبرر في الانتخابات يؤدي الى نتائج عكسية· |