أرسل الأستاذ سعد عبدالله السويحب رسالة الى رئيس التحرير يحتج فيها على نقل مقالة له بشكل شبه كامل من قبل أحد كتاب "الطليعة" "مشاري الصايغ" مستخدما العنوان ذاته "النقد بين الموضوعية والرأي الشخصي" قمنا على إثر ذلك بالاتصال به لطمأنته على حفظ حقه في حال ثبت ذلك وأجرينا اتصالات عدة بمشاري الصايغ على عنوانه الإلكتروني وبعد جهد جهيد للحصول على هاتفه تمكنا من إبلاغه برسالة الأستاذ السويحب وفحواها كاملة، ووعد في حينها بتقديم دليل على أن المقالة له هو وأنه نشرها في موقع إلكتروني آخر قبل نشرها في "الطليعة"، وانتظرنا الرد أو التوضيح أكثر من أسبوعين، ولم يرد الى الجريدة سواء في البريد الإلكتروني أو الفاكس أو أي وسيلة أخرى أي رسالة توضيح من الأخ مشاري الصايغ، لذا فإن "الطليعة" وبعد أن بذلت كل الجهود لإعطاء الأخ مشاري الصايغ حقه في الرد على تهمة الأستاذ السويحب له بسرقة المقالة، ولعدم رده رغم وضوح التهمة والأدلة التي ساقها السويحب، فإننا نتقدم للأستاذ السويحب بالاعتذار عن خطأ نشر المقالة لعدم معرفتنا بذلك في حينه ونشكره على التواصل معنا، ونعيد نشر مقالته الأصلية وباسمه· وفي ما يلي نص رسالة السويحب·
* المحرر
سعادة رئيس تحرير صحيفة "الطليعة" سلمه الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اطلعت على جريدتكم عدد رقم 1691 بتاريخ 17 أغسطس 2005، وتفاجأت بنشر أحد مقالاتي، وهو بعنوان "النقد بين الموضوعية والرأي الشخصي" باسم شخص آخر هو مشاري الصايغ·
علما بأني كتبت هذا المقال قبل أكثر من عامين، ونشر في موقعي الشخصي على الإنترنت، بتاريخ 14/2/2004، وهذا هو عنوان الموقع http://www.entdar.jeeran.com كما نشر في موقع الإسلام اليوم الذي يشرف عليه الشيخ الدكتور سلمان العودة، بتاريخ 6/8/2004، وهذا هو رابط الصفحة المنشور بها المقال http://www.awalethnain.com/forum view- asp? sub no= curpage=14 &msg=-
ومما لا شك فيه أن نشر الأعمال الأدبية المسروقة من مقالات وغيرها ونسب تلك الأعمال الى غير أصحابها ومؤلفيها هو أمر يسيء الى صحيفتكم، ويعيب عليها، خاصة إذا كانت بحجم وتاريخ صحيفتكم، التي نحرص عليها، وعلى ما ينشر فيها·
وقد لاحظت في مقالي المسروق أنه حذف منه الفقرة التالية (وهي الفقرة الأخيرة من المقال) أما بالنسبة للرأي الشخصي فإن له تأثيرا على فئة محددة من الناس، في الأخذ به، أو الامتثال له عندما يبدي هذا الرأي أو يطلب من متفوق أو بارز أو مشهور في أحد المجالات، أو من كان محسوبا منهم، والذين قد يستعين بأحدهم منتج أو تاجر في إعلان تجاري للترويج لسلعته، لمعرفته بمدى تأثير هذا الإنسان على تلك الفئة من الناس، لإقناعهم في اقتناء أو استعمال تلك السلعة أ· هـ·
كما أضيف له فقرة أخرى وضع لها عنوان وهي كما يلي: كيفية الانتقاد السليم أولا: يجب عندما ننتقد أن يكون الانتقاد بشكل راق وأن يكون الانتقاد موجها للفكر أو للعمل، لا للأشخاص فأنت تريد أن تبدي رأيك في عمله وفكره وإنجازه، وهذا حقك المشروع لكن لا أحد يطلب منك أن تحكم على شخصه أو ذاته·
ثانيا يجب البدء بمحاسن الفكر أو العمل أي أن تبدأ بالنقاط الإيجابية إن وجدت، لأن هذا يجعل "المنقود" مستعدا لتقبل النقد، فهو أسلوب رفيق رقيق ليس فيه تجريح ولا تشهير ولا تسقيط·
ثالثا: برأيي أن أساس الانتقاد لم يوجد إلا لسبب واحد فقط وهو التوجيه وتعديل الأخطاء وهذا جوهر الانتقاد ومضمونه وغير هذا انحراف كامل عن النقد ويكون تشهيرا أو تجريحا·· إلخ، والمهم أيضا يجب على الناقد و"المنقود" أن يكون لديهما روح الديمقراطية وتبادل الآراء بشكل ديمقراطي راق، وعندما نرتقي بالانتقاد وتبادل الآراء بالتالي سيرتقي الطرح السياسي والاجتماعي والفني بالوطن العربي وبالكويت خصوصا وهذا ما نطمح إليه جميعا ولنرتق بكويتنا الحبيبة أ·هـ·
فأقول إن حذف فقرة وإضافة فقرة أخرى لا يبيح سرقة عمل أدبي ولأنها سرقة وتعد على حقوقي الأدبية والفكرية، فإني أطالبكم بالتنويه عن ذلك، ونشر الحقيقة، وإعادة نشر هذا المقال كاملا باسمي، في الصفحة نفسها التي نشر فيها المقال، وبالمساحة نفسها، مع تحفظي على حقوقي المترتبة على ذلك·
وتقبلوا تحياتي
سعد عبدالله السويحب
المملكة العربية السعودية
* * *
النقد بين الموضوعية والرأي الشخصي
سعد عبدالله السويحب
إذا عرف النقد بأنه علم له قواعد وأسس تكون هي المنظور الذي يمكن من خلاله تقييم ونقد الناس فيما يفعلون أو يقولون، فإن ما سيخرج عن ذلك لن يكون نقدا، وإنما تعبير عن رأي شخصي مخالف، وليس بالضرورة أن يكون رأيا إيجابيا أو صحيحا·
ولا يعتبر ذلك عدم قبول للآراء الأخرى، ولكن إذا كان لدينا موضوع محدد، أو قضية معينة، أو عمل ما، فإننا من الصعب أن نوافق أو نعتمد على رأي من ينصب نفسه حكما في هذا العالم الواسع الكبير المتعدد، دون النظر لتلك القواعد أو الأسس، وإذا اعتبرنا أن النقد إصدار لحكم فلا يمكن أن يقبل هذا الحكم من أي أحد، وقد لا يكون أهلا لذلك، أو قد يكون رأيا متخبطا، يخلط صاحبه ما يريد أن يقوله فيه·
ومن علامات النقد ومزاياه الإنصاف، وقول الحقيقة، والأمانة في التقييم، كما يجب ألا يكون مشوبا بأي تأثير من الآخرين أو لأجلهم أو تأثير مباشر، كعداوة أو حسد أو اختلاف في الاتجاه أو الرأي، فمن الناس من يكره أن يرى من يختلف معه في ذوق الطعام والشراب، وعقولهم متحجرة ترفض حتى سماع الرأي الآخر، وقد ينظر لهؤلاء الناس بشيء من الشفقة بسبب ما يعانون منه·
أما إذا كان توجيه الرأي المنتقد بهدف النيل من الآخر، فإنه ومن دون شك يوجد لدى صاحب هذا الرأي شعور كبير بالنقص والعجز، ومنشؤه مرض نفسي يرجى شفاؤه، كما أن هذا الرأي لا يكون مهما عند العقلاء، كالنقد المستمر الموجه للآخرين بهدف الإساءة إليهم، وغالبا ما يكون مبنيا على تنزيه النفس من الخطأ وادعاء المثالية المطلقة، بما لا ينطبق على عالم البشر·
ولا يعني التقيد بتلك القواعد والمقاييس الخضوع التام لها كالانقياد للعقيدة مثلا، بل إنه علم قابل للتطوير ولا يمنع من التعددية في الآراء ولكن بما يفيد ويضيف ويعطي نظرة أعم وأشمل من نظرة ضيقة ومحدودة ناتجة عن فهم سخيف وسطحي دون محاولة الوصول الى العمق في أي موضوع·
والملاحظ أنه قد تختلف قواعد ومقاييس النقد باختلاف الزمان والمكان، والمصلحة، والعلاقة، والقوة والضعف، واعتبارات أخرى فمثلا ومع الأسف فإن المصلحة قد تجعل البعض يحكم وينتقد بمعايير مختلفة في حالات أو أمور متشابهة، مما قد يسود معه السخط والعدوان بسبب الظلم·
أما بالنسبة إلى الرأي الشخصي فإنه له تأثير على فئة محددة من الناس، في الأخذ به، أو الامتثال له عندما يبدى هذا الرأي أو يطلب من متفوق أو بارز أو مشهور في أحد المجالات، أو من كان محسوبا منهم، والذين قد يستعين بأحدهم منتج أو تاجر في إعلان تجاري للترويج لسلعته، لمعرفته بمدى تأثير هذا الإنسان على تلك الفئة من الناس، لإقناعهم في اقتناء أو استعمال تلك السلعة· |