رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 13 يونيو 2007
العدد 1778

بلا حــــدود
الشيخ "المودرن"!
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

زاد عدد المفتين والشيوخ في العالم العربي بشكل رهيب، وذلك في ظل تمدد الإسلام السياسي وسيطرته على المناخ العام! بل لقد تطورت صورة شيخ الدين وأصبحت تجاري العصر الحديث وتحاكي عقول وقلوب الشباب الصغار، فأصبح هنالك شيوخ دين "مودرن" يتناولون القضايا الشبابية بروح دينية، ويرتدون اللباس الغربي إلى درجة أن عمامة رجل الدين ولباسه العربي أصبحا قليلين مقارنة بالسابق!!

ولكن مثل هذا التحول في هيئة وجوهر رجل الدين لم يكن من دون سلبيات خاصة في ظل الاتجاه المتنامي لتسييس الدين كعقيدة ومنهج! ففي كتابه "الإسلام والسياسة" يتناول المستشار محمد سعيد العشماوي مظاهر الإيديولوجيا أو الاتجاهات السياسية التي تستخدم الطبقية أو القومية أو المعتقدية في أغراض سياسية وأهداف حزبية، ويخص بذلك بعض شعارات وهتافات يرى أنها تضر بالإسلام المستقيم والمسلمين عامة قبل أن تؤذي غيرها!

ولأن العشماوي من أكثر الباحثين في موضوع "الإسلام والسياسية" فقد حرص على حد قوله في متابعة برنامج تلفزيوني تحت هذا العنوان تحدث فيه "الشيخ القرضاوي" وبصورة أثارته، فرصد لها فصلا كاملا في كتابه مؤكدا بذلك على ما ذكرناه في بداية حديثنا من أن أزمة الإسلام الآن هي مع بعض "الشيوخ" الذين أصبحوا يسيئون إليه وإلى المسلمين!!

فالشيخ القرضاوي على حد تعبير "الكاتب" يتهم أي مخالف له بأنه "علماني" وتحت تأثير غربي، والواقع في بحور الغرب والثقافة غير الإسلامية·

- فيسبق اسمه لفظ "دكتور" وهو لفظ غربي له أصل كهنوتي تطور إلى عدة معان أهمها التخصص في الدراسات اللاهوتية المسيحية!

كما أنه يعرف السياسة بأنها تطبيق الدين، ليوهم بذلك بأنها لا تنفك عنه وأنها لازمة لأعماله، وأن الدين من دون السياسية يكون مجرد كلام بغير تطبيق، و"القرضاوي" هنا يناقض ما روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: "كان بنو إسرائيل يسوسهم أنبياؤهم" أي يتولى الأنبياء قيادة أمورهم"·

ثم يستشهد "العشماوي" بما ورد في التراث الإسلامي من وصايا النبي صلى الله عليه وسلم إلى "بريدة" إذ قال له: "إذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تنزل على حكم الله، فلا تنزلهم على حكم الله ولكن أنزلهم على حكمك، فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا"·

وفي حديث الشيخ القرضاوي عن طاعة أولي الأمر والفقهاء·· يتساءل المستشار العشماوي هنا عن هؤلاء الفقهاء! من هم؟ ولماذا تلزم طاعتهم؟ وماذا إذا اختلفت آراء الفقهاء في موضوع واحد، وهل يكفر من يتبع رأي واحد منهم ويطرح رأي الآخرين؟ ليس المستشار العشماوي وحده هو المستاء من ذلك التسخير الخطير للدين في أغراض سياسية وحزبية آنية ومؤقتة! وليس "الشيخ" القرضاوي وحده هو الذي يحتكر أحكام الدين وفتاويه، ويخرج من يشاء من الملة والعقيدة! فلقد شهدت المنطقةمنذ منتصف السبعينات تياراً قويا ومتصاعدا يسخر الفتاوى والأحكام الدينية ويطوعها بصورة غالبا ما تفرغها من محتواها وجوهرها الحقيقيين!

ظاهرة الشيخ "المودرن" أصبحت تستخدم جميع أشكال التكنولوجيا "العلمانية" المنشأ، من محطات تلفزة وإنترنت وشبكات اتصال وذلك في "جهادها" الجديد ضد الحداثة والديموقراطية بشكل خاص، والحاجة أصبحت ملحة لتيار آخر عقلاني المسلك يعيد الدين الإسلامي من مغتصبيه إلى قلوب المؤمنين المسكونة أمنا وسلاما وحبا!

 suad.m@taleea.com

�����
   

نظرة في المواجهة بين فتح الإسلام والحكومتين اللبنانية والأمريكية:
د. نسرين مراد
منذورون للموت:
د. لطيفة النجار
عندما يرتفع السافل:
فهد راشد المطيري
الشيخ "المودرن"!:
سعاد المعجل
أي تقاليد... وأية عادات؟!:
د. بهيجة بهبهاني
برز الإخونجي:
على محمود خاجه
يا شيخ ناصر إني لك من الناصحين:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
الاستقالة أكرم لك:
محمد جوهر حيات
إعصار غونو:
المهندس محمد فهد الظفيري
فرق تسد...
بقناع جديد:
فيصل عبدالله عبدالنبي
التنسيق مع وقف التنفيذ:
أحمد سعود المطرود
العودة إلى توصيات "بيكر - هاملتون":
باقر عبدالرضا جراغ
أوهام السلام:
عبدالله عيسى الموسوي
المبدع ذلك المجهول:
ياسر سعيد حارب
القارئة الصغيرة:
د. فاطمة البريكي
كيف يكون الدين أفيونا للشعوب؟:
علي عبيد
الحكيم الصيني وسوبرمان وغونو:
الدكتور محمد سلمان العبودي