التشكيل الوزاري الأخير للحكومة الجديدة ينم عن عجز الحكومة في مواجهة هذه التكتلات والتجمعات التي في غالبها تأخذ الصبغة الحزبية، وإن لم تعلن ذلك وبمعرفة تامة من الحكومة التي استسهلت طريق الارتباط والمشاركة مع هذه التجمعات لمواجهة الاستجوابات التي أنهكت الحكومة بسبب عجزها عن المواجهة وتخبطها في اختيار ممثليها بشكل أو بآخر عموماً كل هذه السلبيات تصب في خانة الاستكانة والاستسلام مقابل الإصلاح والمواجهة والمرء هنا يتساءل هل الحكومة جادة في رعاية الأحزاب وتنميتها وزيادة عدد كوادرها بتشجيع المواطنين في إنشاء وتشكيل بعض الأحزاب الجديدة أو الانخراط في ما يتوافق ومبادئهم من الأحزاب العائمة؟ فالمشاورات السابقة لهذا التشكيل الوزاري أعطت إشارات واضحة وانطباعاً بأن من لا يملك القوة الحزبية والقبلية لا رأي ولا تمثيل له، مما يولد لدى الآخرين من المراقبين والبسطاء من أبناء هذا الشعب الإحباط والقهر وزعزعة الروح الوطنية والولاء· هذه الإرهاصات لا يشعر بها سوى من اكتوى منها "النار ما تحرق إلا رجل واطئها" كل هذه الإفرازات تضاف الى كاهل المواطن البسيط الذي يعاني من غياب الدور المؤسس قد تزيدها هذه الحكومة تسلطا وانتشارا والسؤال الذي يطرح نفسه هنا وبقوة موقف بعض هذه التيارات والأحزاب والتجمعات في الثاني من أغسطس للعام ألف وتسعمئة وتسعين وهل منهاجيتها وعملها يصب في صالح الوطن· نحن نعيش تناقضا واقعيا غريبا نتمنى زواله وبقاء وازدهار دولة النظم والقوانين والمؤسسات القادرة على وضع النقاط على الحروف والنهج وفق الصالح العام للوطن والمواطن·
التحذير هنا من انتقال الخلاف والجدل وتعطيل المصالح العامة الى مجلس الوزراء نتيجة هذه التشكيلة الترضية والمختلطة والتي سوف تدين بوصولها لهذه المقاعد الوزارية الى تنظيماتها وقواعدها بالدرجة الأولى وتسخير كافة إمكاناتها لتحقيق المكاسب لهم على حساب بعض اللقاءات من المواطنين "البدون" أقصد غير المنضوين لأي حزب·
ختاماً، نتمنى التوفيق والعمل بروح الفريق الواحد لهذه الحكومة وأن يكون نتاج عملها ثماراً يقطفها الوطن والمواطن أملين لبلدنا كل الازدهار والتقدم·
maldhafeeri@yahoo.com |