| شاعر المليون برنامج استقطب الملايين من المشاهدين، قد يكون الهدف نبيلا من وراء إطلاقه، ولكن الأهداف والنوايا الطيبة وحدها ليست كافية بأي حال من الأحوال إن لم تقترن بالأفعال المؤيدة لذلك·
شاعر المليون برنامج يثير القبلية ويؤججها ويدعو للتعصب على جميع أشكاله ويدعو للعودة للماضي الذي كانت العصبية والقبلية والتناحر على أشدها بين قبائل الجزيرة·
حضور بعض الشخصيات المرموقة والطيبة حقاً، والتي تتمتع بإعجاب وشهرة وسيرة حسنة يضفي على البرنامج نوعاً من الشرعية، ومثل هذه الشخصيات وأقصد هنا شخصية ولي عهد أبوظبي الموقر، الذي لا يختلف اثنان على صدق نواياه ومباركته لكل عمل وفعل طيب، فهو ابن المؤسس والقائد طيب الله ثراه، ولا يمكن لأي عمل يقوم به إلا اقتفاء لسيرة والده العطرة والحكيمة والعادلة ويحسب له تواضعه وإنسانيته وكرمه·
أبحث دائماً عن التفاصيل حتى تتمكن من الوصول للنتيجة المرجوة والمعرفة الحقيقية، نعم عندما تقوم بعمل يتوجب أن تنال ثمن جهدك، وهذا لا يختلف عليه، ولكن قناة أبوظبي تدعي أنها تقوم بعمل تطوعي لتشجيع الشعر والشعراء·
وأنها تخلق جواً مختلفا عن السائد وتساهم في نصرة الثراء الشعبي، فقط لأنها تؤمن بذلك وهذا حسن، ولكن أن يجير كل ذلك ويخلق جواً عاماً في كل دول الخليج وشعوبها من أجل حفنة دولارات، هنا العمل خالف الهدف النبيل! عندما تدفع مليون درهم وتجني ثلاثمئة مليون درهم فهذا مخالف للهدف النبيل الذي أقيم البرنامج من أجله، وإثراء على حساب السواد الأعظم من أبناء الخليج ذوي الدخل المحدود وتلاعب بمشاعرهم ودغدغة لعواطفهم وإثارة لنزعاتهم القبلية والعنصرية الكامنة في صدورهم والآتية من الأزمنة الغابرة، التي كانوا فيها يتطاحنون، وعندها تختفي كل النوايا الحسنة لأن النوايا الطيبة وبكل بساطة لا تتطلب دفع نقود إنما تتطلب عمل تطوعيا حقيقيا ولجنة تحكيم واعية وقادرة وكفؤة وخبيرة ومحايدة، وهي التي تختار من المتسابقين الفائزين تدخلا من المشاهدين عبر رسائل الجوال وستحقق القناة العائد المادي من فواصل الإعلانات والدعاية دون مد يدها لجيوب المشاهدين·
nayefo@hotmail.com |
