لو كنت عزيزي القارئ في موقع مسؤول ولمدة تتجاوز الخمس سنوات، وكان هذا الموقع الذي تتولى مسؤوليته يجعل منك مسؤولا عن ملايين الدنانير من أموال الناس، وفي الوقت نفسه يجعلك مسؤولا عنلو كنت عزيزي القارئ في موقع مسؤول ولمدة تتجاوز الخمس سنوات، وكان هذا الموقع الذي تتولى مسؤوليته يجعل منك مسؤولا عن ملايين الدنانير من أموال الناس، وفي الوقت نفسه يجعلك مسؤولا عن العديد من الموظفين والإدارات، وبعد فترة طويلة من توليك للمنصب أو الموقع المسؤول، بمعنى أنه بعد أن أحكمت قبضتك وتشبعت بمعرفة دورك في موقعك، بدأت الملايين التي تتولى مسؤوليتها المباشرة تتضاءل وبات الاختلاس منها واضحا وضوح الشمس في وضح النهار،فماذا سيعني هذا الأمر؟
بلا شك بأن الإجابة التي قفزت للأذهان يا قرائي الكرام بأن احتمالية أن يكون المسؤول لصا هي الأكبر، بحكم أنه هو المسيطر، وهو صاحب القرار، وهو من يملك الصلاحية، وهو من يصدر الأوامر، وهو الخبير في شؤون إدارته التي قضى فيها أعواما طويلة مكنته من استيعاب دوره جيدا·
جيد، ولكن لنفرض فرضية غير واقعية جدا ولكن لنجعلها في الحسبان قليلا، هذه الفرضية تقول بأن المسؤول ليس بلص على الرغم من المعطيات السابقة وإضافة عليها الثراء الفاحش الذي ظهرت ملامحه عليه بعد تناقص الملايين من إدارته!! فما هو التفسير الآخر للسرقات التي حدثت بالإدارة؟
الاحتمال الطبيعي الآخر وخضوعا لقوانين المنطق هو أن الموظفين بالإدارة هم من قاموا بالاختلاسات الكبيرة تلك، وأنهم استغفلوا المسؤول الرئيسي واستطاعوا اللعب بعقله فاختلسوا تلك الملايين كلها وهو لا يعلم· وهذا ما يعني بأن المسؤول وعلى الرغم من طول مدة توليه وعلى الرغم من دراسته في أفضل الجامعات وخبرته الطويلة إلا أنه مغفل أو أثول أو غبي أو مجنون، فقد تلاعب به موظفوه وخدعوه طوال سنوات إدارته· لدرجة كبّدت إدارته كل تلك الخسائر·
هناك احتمال ثالث أيضا وهو أن السرقات أتت ممن هم يملكون سلطة أكبر على الأموال من سلطة المسؤول نفسه ولم يستطع أن يرفض أوامرهم ولم يقف بوجههم، وهذا ما يعني بأنه جبان وخوّاف لا يستطيع قول الحق ولا أن يعلن عنه·
الخلاصة أن أي مسؤول مباشر عن أموال عامة إن حدثت اختلاسات بالأموال التي يديرها فإن هذا يعني ثلاثة أمور لا رابع لهم وهو إما أن يكون لصا يديه ملطخة بأموال الناس، أو أن يكون أثولا استغفل من قبل من هم تحت إمرته أو جبانا رضخ لسلطات أعلى من سلطاته· فهنيئا لكل من سرقت الأموال العامة تحت إمرته فهو إما أن يكون حراميا أو أثولا أو جبانا·
عسى فهمتوا بس؟
خارج نطاق التغطية:
غريب جدا أن تقوم جريدة اسمها لا ينطبق على فعلها بشن حملة على جهة طلابية فور إعلان الجهة الطلابية عن حملتها في سبيل محاربة سرّاق المال العام، وهو ما يجعلنا أمام احتمال واحد فقط وهو أن هذه الجريدة تكره محاربة سرّاق المال العام· مالسبب يا ترى؟
Ali-khajah.blogspot.com |