رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 4 أبريل 2007
العدد 1768

نعم الثقل العربي خليجي
عبدالله محمد سعيد الملا

تدور النظرة هنا على التحول في الثقل العربي نحو الخليج، ما هي أسبابه وتوجهاته؟ ويتم طرح موجز لمفهوم الثقل والقوة بالإضافة إلى طرح نظرة عامة لبعض العوامل الرئيسية التي من الممكن أن تؤدي بدوله نحو امتلاك هذا الثقل العربي·

أتى قياصرة وإمبراطوريات أوربا بمفهوم الصراع من أجل القوة على ثلاثة اتجاهات سياسية تهدف إلى المحافظة على أو زيادة أو استعراض القوة لتلك الدولة وكان المصب الأساسي لها القوة العسكرية المفرطة، وتعتبر الحرب العالمية الأولى خير مثال لذلك، أما الثانية فإضافة تقنية جديدة على القوة الفعلية لتجعلها أكثر فاعليه وتدميراًً باستخدام التطورات في الآلية العسكرية وإضافة نظرية اللعب لتستدرج بها نظيرتها إلى نقطة توازن ذات اكبر منفعة ممكنة لها، وكثيراً ما تتحلى بالمخادعة مما يجبر غريمها على تغيير موقفه من تلك المنافع لصالحها، وهي مستمرة إلى يومنا هذا فعلى سبيل المثال في حرب الخليج الثانية كان العراق يتوقع الاختراق الأمريكي من الجنوب فأتاه من الغرب، ويُذكر بأن لدى إسرائيل أكبر عدد من اختصاصي نظرية اللعب لاستخدامها سياسياً في تعاملهم مع الفلسطينيين والعرب لإعطائها مركزاً تفاوضياً عالمياً أكبر من حجمها·

وهناك طرح أخر لمفهوم القوة يتعلق بمركز دولة ما في ائتلاف جهة ما، على سبيل المثال ائتلاف مجلس التعاون أو الجامعة العربية أو غيرها من التجمعات الدولية، فالذي يحدد مدى قوة تلك الدولة عن مثيلاتها هو وجودها من عدمه في ذلك الائتلاف، بمعنى هل وجودها في هذه المجموعة من الدول يساعدهم على الوصول إلى أهدافهم السياسية والاقتصادية والاستراتيجية؟ وإذا ما انسحبت من هذه المجموعة كم تٌأخرهم عن الوصول إلى أهدافهم· وهذا الطرح لا يلزم وجود الطابع العسكري البحت لتصبح دولة ما ذات نفوذ وقوة، فبأفضل الأسلحة هُزمت إسرائيل مرتين متتابعتين في لبنان وها هي الولايات المتحدة (أكبر قوه عسكرية واقتصادية في العالم) تدمر في العراق·

دخلت القوة عالماً جديداً من التوازنات وأصبحت الدبلوماسية والغموض الدبلوماسية والغموض سيدي الموقف، إننا هنا سوف نذهب أبعد من كتابات د·باقر النجار (البيان 6/3/2007) "لم يعد الخليج هو إقليم الهامش في المنطقة العربية بل أصبح مركز الثقل لأسباب اقتصادية وسياسية وأمنية"· إن عدم وجود مركز الثقل العربي في المكان الذي من المتوقع أن يكون فيه ما هو إلا ظاهرة أدت إلى تبعثر العالم العربي إلى أن أصبح الثقل الاستراتيجي العربي لا حامل له، مما أدى إلى تحوله نحو الخليج، فعلى مدى العقدين الماضيين كان هذا الثقل العربي آخذاً بالتحول نحو الخليج وكانت هناك العديد من المبادرات الدبلوماسية وكان من أشهرها اتفاقية الطائف، السؤال هنا هل سيستمر هذا الثقل العربي في الخليج أو سيرجع إلى مكانه الطبيعي إن تغيرت الأمور؟ الإجابة هنا تصوريه فهي مرتبطة بكبر هذا المسمار وسمك تلك الخشبة واللذين باجتماعهما يعطيان تمركز الثقل العربي في الخليج قوة تمنعه من الخلخلة والخلع، إنها إجابة صعبة·

نعم الثقل العربي أصبح خليجياً، لكن أين؟ بالنفط انتقلت دول الخليج من دولٍ فقيرة إلى غنية وخلال السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي تم بناء الأسس التحتية لهذه الدول وأعطى دفعة اجتماعية رهيبة في المستويات الصحية والتعليمية، إلا أن هبوط أسعار النفط وحروب الخليج أدى إلى إيقاف معظم هذا التطور، وكان للإرهاب في بداية هذا القرن نتاج مدمر، ومن جانب آخر فهذا الوضع الذي طرأ على دول الخليج كان له أكبر الأثر على الدول العربية الكبرى مما أضعف موقفها في المحافل الدولية وتعثرها في خارطة الطريق، مما أعطى زخماً للثقل العربي بالتحول نحو الخليج، وعادة ما يكون هناك مستويان للثقل إقليمي ودولي لكل دولة، بمعنى أنه ليس هناك ثقل خليجي واحد ففي معظم الحالات لكل دولة خليجية مبادراتها السياسية الخاصة بها، وفيها تلك الدول التي تمد يدها للشؤون العربية وتلك التي تحتفظ بها، ولذلك فالتعمق يصب في مركزية الثقل بين دولة وأخرى·

من جانب آخر فنظرياً أي دولة عربية تستطيع أن تكون مركز الثقل العربي، فللمهارة السياسية دور فاعل هنا، فالحاكم العسكري يرى الدبابة قوته أما السياسي فيرى الدبلوماسية والغموض نهايته، فيها يسير العسكري، وإن كانت ميزانيته لا تستطيع حمل الثقل فهو يسير بميزانيات الدول الأخرى نحو مقصده، نعم رأينا محاولة نحو هذا المسار في منطقة الخليج ولا زالت تتخبط بدبلوماسيتها وغموضها· إنها تجربة تعاني من عدم امتلاك الركائز الاستراتيجية اللازمة·

أولاً وأخيراً فمركز الثقل العربي يأتي لتلك الدولة التي لديها رسالة عربية تلهب مخيلة العرب من مشرقه إلى مغربه، إنها إدارة الجماهير يستخدمها الساسة على مختلف أشكالهم وألوانهم وفي معظمها تنتمي إلى قائد واحد تزول بزواله، وكان من أشهرها (على سبيل المثال وليس المقارنة) النازية (هتلر) القومية العربية (جمال عبد الناصر) وهناك صور أخرى كالصهيونية والفاشية والأبارتايد، وفي جميعها تتأصل بالفردية (بشكل يوصف بالعنصرية) كوني أنتمي فبانتمائي أنا قوي (حالة نفسية تزول بزوال المؤثر) ولهذا فالجديد هنا أن تلك الدولة/القائد يقدم للجماهير العربية مؤثراً له ديمومة مؤسسية وليس فردية حينئذ ستمتلك تلك الدولة مركز الثقل العربي·

ملكية مركز الثقل العربي تشكل إستراتيجية مركبة من تصميم إلى تنفيذ/ إشغال الإستراتيجية، فإذا كان هناك خطأ في التصميم أو التنفيذ أو كليهما فالهدف المنوط الوصول إليه أصبح صعب المنال، وإذا كان ذلك المؤثر يصل العرب على أشكالهم ليذيبهم في بوتقة واحدة (يجرهم نحو فكر وهدف واحد) فيجب أن يُخترع أولاً ثم يتم التفكر بكيفية أصله، ليس ممن الممكن أن يقف القائد/ الرئيس العربي ويعلن عن رسالته العربية للعرب دون أن يكون هناك مصداقية، لقد ولى عهد الزعامات والخطابات، فلهذا فإن كان لهذه الرسالة أن يكتب لها النجاح والديمومة فإنها يجب أن تنطلق من أسس متينة من الإنجازات لتلك الدولة التي تتميز بكونها:

1- مركز جذب حضاري·

2- مركز جذب علمي·

3- مركز جذب تجاري·

4- مركز جذب مالي·

5- تتحلى بالمهارة الدبلوماسية·

6- تتحلى بقيادة مركزية·

دولة كهذه ما هي إلا حلم عربي· الكل (العرب) يريد أن يكون جزءاً منه، وهكذا تتلاحم الرسالة بالخيال ويمتزج الثقل العربي ليتمركز في هذه الدولة التي تسير عساكرهم وميزانياتهم، وربما يروا فيها من أعماق أعماقهم حلم ولادة الإمبراطورية العربية الحديثة تصول وتجول بهم من مشارق الأرض إلى مغاربها·

* كاتب إماراتي

�����
   

أوروبا لها "فزعتها":
د.عبدالمحسن يوسف جمال
ملفع الوزيرة!!:
سعاد المعجل
نعم الثقل العربي خليجي:
عبدالله محمد سعيد الملا
إمّا حرامي أو أثول:
على محمود خاجه
"لا طبنا ولا غدا الشر":
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
المعدلة وراثيا:
مريم سالم
الحكومة مطالبة بتطبيق القانون:
محمد بو شهري
الحكومة والأحزاب "تحزبوا":
المهندس محمد فهد الظفيري
معصومة وزيرة للخارجية.. ما المانع؟!:
عبدالخالق ملا جمعة
شاعر المليون:
المحامي نايف بدر العتيبي
المثالية والمرونة على مضمار التحدي:
عبد العزيز خليل المطوع
أرقام منسية:
عبدالله عيسى الموسوي
إسرائيل في بيوتنا:
باقر عبدالرضا جراغ
الكبيرُ كبيرٌ دائمًا:
د. فاطمة البريكي
بذاءة إلكترونية أخلاقية وسياسية ..ولا مسؤولية!:
خالد عيد العنزي*