دائما ما اقترنت المعرفة بالنور والجهل بالظلام ودائما ما كانت المعرفة تمثل الفخر لحاملها، وفي العصور الحديثة تكون درجة الإنسان الاجتماعية والطبقية بما يحوزه من شهادات توثيقية تؤكد حملة للمعرفة من مختلف التخصصات العلمية والأكاديمية وهذا الأمر الأخير قد لا يكون هو القاعدة بل قد يكون هو الاستثناء!!
إن المعرفة أمر أساسي وحيوي لكل إنسان يسعى للوصول الى حقيقة الأشياء، ولا شك أن قضية الخلق والخالق من القضايا الأساسية التي شغلت بال بني البشر منذ بداية التاريخ والى الآن وهي مثلت المحور الأساسي الذي ارتكزت عليه جميع الديانات السماوية وغير السماوية إن صح التعبير·
فمن الخالق وكيف السبيل الى الإجابة عن مثل هذا السؤال؟
على مستوى الموروث الأسري الاجتماعي، الإجابة معروفة وهو الله خالق السماوات، ولكن كيف كانت الأجواء عندما غاب مثل هذا الموروث عن المجتمع وكان هناك موروث آخر أسري واجتماعي يناقض الموروث الحالي عندما كانت الأصنام المتعددة من هنا وتثليث الرب من هناك وعبادة الكواكب من هنالك، الى آخره من الموروثات الأسرية والاجتماعية الموجودة قديما آنذاك·
إن الاجابة على مر العصور تركزت بمسألة التفكير الخالقة للمعرفة، ولعل قصة إبراهيم الخليل وحواراته الفكرية مع نفسه وذاته حول من هو الخالق تشكل أحد الأمثلة على مسألة التفكير،وهذا الحوار الذاتي لإبراهيم الخليل قد وثقه القرآن ضمن نصوصه، كما هي القصة المعروفة·
وأيضا يأتي مثل آخر طرحه القرآن الكريم عندما وثق عملية التفكير الخالقة للمعرفة، عندما طلب ابراهيم الخليل من قومه أن يسألوا الصنم الأكبر والأضخم عن الذي كسر وحطم باقي الأصنام، مما فجر حالة من الصدمة الفكرية وضعت قوم إبراهيم في زاوية الإفحام المنطقي إذا صح التعبير، من حيث أن إبراهيم الخليل أحدث ما يشبه القنبلة المتفجرة داخل عقول قومه العابدين للأصنام التي لا تضر ولا تنفع·
إذاً من خلال ما ذكرناه نسنتج أن التفكير هو إحدى الركائز للوصول الى الحقيقة ومنها حقيقة من هو الخالق لهذا الكون من حولنا·
ونحن في هذا الزمان بحاجة الى عقلية تفكر وتحلل بحيادية بعيدا عن موروث أسري أو موروث اجتماعي يعطل عملية التفكير للوصول الى الحقائق المعرفية المطلوب الوصول اليها، كما وصل إليها إبراهيم الخليل من خلال تجرده بتفكيره عن أي قدسية مزيفة يصنعها الناس بعيدا عن أي منطق تحليلي سليم· |