كان لانطلاقته في 99 صدى جميل في نفوس أهل الكويت على الرغم من الأصوات الظلامية التي سعت لإلغائه أو الحد من انتشاره قدر الإمكان، إلا أن طيور الظلام هربوا كعادتهم حينما رأوا بأن الشارع الكويتي يقف خلف هلا فبراير ويعلنها صريحة بأنه بحاجة للفرح بعيدا عن ظلامهم·
ما زلت أذكر مدى حماسي وتفاعلي مع مهرجان هلا فبراير الأول في 99، ولم يكن هذا حالي أنا فقط بل حال الكويت كلها، فقد كان يحدونا الامل بأن يكون هذا المهرجان خطوة في إعادة بناء الكويت وازدهارها وانفتاحها سياحيا·
قبل أيام قليلة افتتح مهرجان هلا فبراير السابع، وما زالت دعوة الفرح مستمرة للكويت، ولكن وبواقعية شديدة، وبعيدا عما ترغب به عواطفنا، وبعد مرور ثمانية أعوام على افتتاح هذا المهرجان يظل السؤال حائرا، مالذي تغير في مهرجانات هلا فبراير منذ 99 إلى 2007؟
فما نعرفه أن البداية عادة ما تكون صعبة وتكثر فيها الأخطاء، ومع تكرار التجربة يجب على الأخطاء أن تقل والإيجابيات أن تزداد، ولكن هذا ما لم يحدث للأسف في هذا المهرجان الذي تأملنا فيها خيرا·
ولكي أدعم ما أكتب فلنقارن مقارنة بسيطة بين هلا فبراير 99 وهلا فبراير2007 لتتضح الصورة، مكان الافتتاح في 99 كان بين مجمعات زهرة والفنار و ليلى جاليري في شارع سالم المبارك، وهو المكان نفسه في 2007! والحفلات الغنائية في 99 والتي تعتبر جزءا أساسيا من المهرجان أقيمت في صالة التزلج وهو المكان نفسه أيضا في 2007 والسبب بالطبع يعود لأن الكويت لا تملك الإمكانات لإنشاء صالة إحتفالات لعدم توافر المادة كما نعلم!
أما بالنسبة للتطور العمراني الذي شهدته الكويت منذ ذلك الحين إلى اليوم هو المارينا مول ودوار الجوازات المغلق منذ عامين، والتخفيضات في الأسواق ما زالت تشمل البضائع القديمة والتي لا يحتاجها الناس حاليا كالملابس الشتوية مثلا· أما بالنسبة للأماكن الترفيهية والتي يمكن للسواح أن يقضوا أوقاتهم فيها فهي المدينة الترفيهية ومنتزه الخيران وحديقة الشعب وكلها موجودة منذ الأزل دون تغيير·
إن ما أوردته في المقارنة البسيطة يثبت أن ما يقام بعد ثمانية أعوام من تدشين هلا فبراير لا يختلف إطلاقا عما كان الوضع عليه في العام الأول، وهو وضع غير طبيعي طبعا، بل قد يكون أسوأ أيضا، فهنيئا لنا بهذا الثبات الكريه ولا عزاء للفرح وهلا فبراير·
· خارج نطاق التغطية: لم أجد كلمة أنسب وأفضل لأوجهها لمن يقوم بتخريب المواقع والمنتديات الإلكترونية كالشبكة الليبرالية وموقع الأمة وغيرهما في سبيل وأد الحرية وقتل الرأي سوى كلمة تيوس، فهؤلاء التيوس يعتقدون بأنه بإغلاق المواقع والمنتديات تقيد الأفواه وتنتحر الكلمات والآراء! فهل هناك مصطلح أفضل من تيوس؟!
Ali-Khajah.blogspot.com |