بالرغم من مرور أكثر من ستة عقود على انتهاء الحرب العالمية الثانية وما صاحبها من مذابح ارتكبتها آلة الحرب الألمانية آنذاك ومنها مذابح "الهولوكوست" إلا أن عقدة الذنب الألمانية تجاه دولة إسرائيل تظل باقية بالرغم من كل محاولات التقليل منها سواء بالدعم السياسي اللا محدود أو الدعم العسكري والاقتصادي، أو من خلال تقديم تعويضات خيالية لضحايا المذابح الألمانية·
وفي مقالنا الموجز هذا سوف نستعرض بعضا من جوانب التغلغل اليهودي في المانيا اليوم وهو التغلغل الذي يعود بلا أدنى شك بالفائدة على إسرائيل ويزيد من قوتها وغطرستها في المنطقة·
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية فرضت عدة التزامات على المانيا وكان على رأسها الاعتذار لدولة إسرائيل وتقديم تعويضات مالية ضخمة قدرت بمئات المليارات من الدولارات لأهالي ضحايا المجازر الذين تم المبالغة بعددهم بشكل كبير كذلك لا تزال الحكومة الألمانية تدفع رواتب تقاعدية لقرابة 35 ألف يهودي غادروا المانيا في أثناء الحرب وذلك لتعويضهم عما جرى لهم·
واليوم يمارس اللوبي اليهودي في المانيا نفوذا قويا على وسائل الإعلام الألمانية وكذلك مراكز صناعة القرار السياسي، والاقتصادي وكل ذلك لما فيه من مصلحة لدولة إسرائيل، وقد مارس هذا اللوبي مؤخراً ضغوطات لاتمام صفقة أسلحة متطورة لإسرائيل بأسعار مخفضة كما مارس هذا اللوبي حملة عنيفة ضد بعض المنظمات الألمانية التي حاولت الضغط على الحكومة لإيقاف التبادل التجاري مع إسرائيل في أثناء الانتفاضة الفلسطينية الثانية نظرا للممارسات الدموية التي كانت ترتكب بحق الفلسطينيين ويتدخل اللوبي الصهيوني حتى في صياغة الكتب المدرسية الجامعية فيما يتعلق بمذبحة "الهولوكوست" لتقوية وجهة النظر الإسرائيلية·
والحديث يطول، ولكن نختم بأنه في يوم 15/4/1996م أقيم في برلين مهرجان استعراضي لمدة 24 ساعة متواصلة ولم يتضمن المهرجان سوى قراءة أسماء 55696 يهودي ممن يعتبرون من ضحايا النازية في مدينة برلين!! |