"مَا تْقُومْ مُوجَهْ إِلاَّ وْحَادِيهَا هَوَا"
"مثل كويتي"
-1-
استجواب فاستقالة.. وتشكيل
لعلها من المرات القليلة إن لم تكن النادرة التي "يتعطل" أو يتأخر فيها إعلان تشكيل حكومة كل هذه الفترة في الكويت، رغم أن الخلافات المسببة لهذا التأخير والتعطيل لا تعدو كونها خلافات على الأسماء والحقائب والحصص في "الكيكة"·
ابتدأت القصة باستجواب وزير الصحة الذي سبب استقالة الحكومة، ورغم أن التضامن السياسي بين أعضاء الحكومة أمر مطلوب ومحمود، إلا أن استقالة حكومة بأكملها بسبب استجواب وزير تحتمل أوضاع وزارته استجواب وأكثر من استجواب أمر أثار ويثير كثير من التساؤلات حول دوافع وأسباب استقالة الحكومة، فهل كان الاستجواب هو سبب الاستقالة أم أن أموراً أخرى تدور في الكواليس؟!
المهم أن الحكومة استقالت "خير·· شر"، وتفاءل الناس بالاستقالة على أساس أنها فرصة لإعادة تشكيل حكومة على أسس جديدة تواكب طبيعة المرحلة، ومواكبة للتغيرات التي شهدتها الكويت منذ إقرار حقوق المرأة السياسية وصولاً لقانون الدوائر الانتخابية، وانعكاس تلك التغيرات على الساحة السياسية الكويتية·
فالحكومة المستقيلة شكلت على عجل - حين شُكّلت - ولم تأخذ مشاورات التشكيل حينها حقها في الوقت نتيجة عوامل مفهومة ومبررة، ولعل إدراك ذلك هو السر في عدم التوقف كثيراً عند استقالة الحكومة التي لم تعمر أكثر من ثمانية أشهر·
-2-
"الأسامي والكيكة"
ما زلنا ننتظر كغيرنا إعلان التشكيلة الحكومية الجديدة التي تأخرت كثيراً دون مبرر عقلاني، فالكتل النيابية والقوى السياسية وحتى النواب غير المنتمين للكتل أبدوا رأيهم الاستشاري وغير الملزم لسمو رئيس الوزراء المكلف·
فاقترح بعضهم أسماء ورشحوا وزراء، وبعضهم رفض توزير نوابهم أو المحسوبين عليهم، وبعضهم الآخر وضعوا "بلوك" على بعض الأسماء المتداولة، وآخرين استعجلوا التشكيل وغيرهم تمنى أن يأخذ وقته الذي لم يتوقعوه طويلاً كما جرى!
هذه باختصار كل قصة التأخير في إعلان الحكومة الجديدة وسببها الوحيد، فلا يتصور أحد أن هناك خلافات مستحكمة تعطل إعلان التشكيل، أو أن هناك خلافات أساسية تتعلق بخيارات سياسية ووطنية بين الأفرقاء، فالحمد لله أن هناك حد أدنى مقبول من الإجماع الوطني والشعبي على المسلمات في الحياة السياسية الكويتية، ولكن المشكلة كلها متمثلة في الأسماء ويا ليتها لم تكن كذلك، ويا ليت الخلاف يتعلق ببرنامج عمل وليس "بالأسامي" التي قالت فيها فيروز "أسامينا شو تعبوا أهالينا"!
عامل آخر يؤخر إعلان التشكيلة وهو متعلق بالأسماء بشكل أو بآخر وهو المحاصصة، فبعض الكتل تريد مع كل تشكيل حكومي جديد أن تزيد حصتها من "الكعكة" الحكومية على كل المستويات، ابتداء من التوزير وصولاً لتعيين وكلاء ومدراء وحتى موظفين عاديين، فهي "زي المنشار طالع واكل نازل واكل"، والتشكيل هو موسم المساومات وتثبيت حقوق مكتسبة "جديدة" تزداد مع كل تشكيل، ويزيد من فرص نجاحها استقواء بعض الأطراف بهذه الكتل في مواجهة كتل أخرى!
-3-
الإصلاح.. مسؤولية من؟
في الكويت - وكالعادة - تتداخل الأمور وتكثر التفسيرات وتتوالد التكهنات فيحمّل من استجوب وزير الصحة بسبب تردي الأوضاع الصحية في البلاد واستشراء الإهمال والفساد والأخطاء الصحية وزر استقالة الحكومة، ويصبح معطلاً للإصلاح وللحياة السياسية بل ويصل الأمر حد اتهام المستجوب بتصفية الحسابات الشخصية لصالح آخرين!
وهي تفسيرات خاطئة ومغلوطة، فلا خير في إصلاح يعطله استجواب محق في مضمونه وملامس لهموم المواطنين·
هناك إجماع بين مختلف الكتل والقوى السياسية على قبول سمو رئيس الحكومة المكلف كرجل إصلاح، وهناك تقبل عام لبيان الحكومة السابق وبرنامج عملها، لكن الاعتراضات والخلافات -التي أفسدت للود قضية - تدور حول ما يصطلح عليه كويتياً بـ"التأزيم" ووزرائه، وتدور أيضاً حول عدم تنفيذ الحكومة لتعهداتها وبرامجها، وهي مسؤولية مشتركة تتحمل الحكومة جزءاً منها ويتحمل مجلس الأمة جزءاً آخر، وإن اختلفت الآراء في مقدار حجم مسؤولية كل فريق، وكم كان النائب الدكتور وليد الطبطبائي موفقاً في استعمال مصطلح التحذير من "لبننة" الحالة الراهنة، بمعنى أن تقوم الكتل النيابية والقوى السياسية بتعطيل الحياة السياسية والنيابية، وهو ما لا نتمناه!
وبعد انتظار إعلان التشكيلة التي أقرت مساء يوم الأحد الماضي فإننا ننتظر أكثر أن يتم تنفيذ ما يرد في بيانها الذي تنال على أساسه الثقة في مجلس الأمة، فلتمنح الحكومة فرصتها ولتحاسب بعدها حساباً عسيراً على تقصيرها شرط منحها فرصة سماح للعمل، فيسروا ولا تعسروا وامنحوا الفرصة ثم حاسبوا!
دبابيس:
· إقامة صرح موحد للشهيد في ساحة العلم أفضل من إقامة صروح في المحافظات، فلا تميزوا بين الشهداء الذين ضحوا من أجل الكويت وليس من أجل محافظاتهم·
· مع ازدياد الأزمة المرورية وغياب الحلول لم يبقى أمامنا سوى استخدام العلاج المروري الصيني "الغاري"!
· ساعات من الحياة بدون هواتف نقالة أعادتنا للثمانينات، وجعلتنا نسأل هل يمكننا العيش بدون موبايلات وانترنت؟!
· ركاب رحلة جدة صباح يوم 24 مارس بقوا في الطائرة لفترة طويلة بسبب عدم وجود باصات توصلهم لمبنى المطار·· خوش استقبال!
· نفى النائب عبدالله عكاش نيته السابقة باستجواب الوزير عبدالله المعتوق في حال عودته للحكومة أحرج بعض زملاء المعتوق "السابقين" وبين نواياهم!
· حريق الضجيج الذي تم إخماده أتوماتيكياً دون تدخل بشري يفتح الباب لمرحلة جديدة من عمل الإطفاء المحلي!
*كاتب كويتي
|