نحن واللئام..واليمن وصدام..
ونقمة النسيان!
قالوا:
قضى واصه وواراه الثرى
فأجبتهم وأنا العليم بذاته
رنوا الفلوس على بلاط ضريحه
وأنا الكفيل لكم برد حياته
الشاعر اللبناني تامر بك ملاط
-1-
عين عذاري ·· والموقف القديم المتجدد مازالت الكويت كما كانت عين عذاري التي تروي ظمأ البعيد وتحرم القريب، وكأننا لم نتعلم من كل الدروس والعبر التي مرت علينا·
في مباراة منتخبنا الوطني لكرة القدم مع المنتخب اليمني رددت الجماهير اليمنية شعارات وعبارات تمجد طاغية بغداد المقبور صدام حسين، وهم فعلوا ذلك نكاية بالكويت والكويتيين واستفزازاً لهم، وليس موضوعنا هنا بحث مدى حب اليمنيين لصدام لكن على الأقل فعلوا ذلك على مبدأ "ليس حباً بعلي بل كرهاً بمعاوية"!
طبعاً ليس لتلك العبارات والهتافات من مكان لا في التاريخ ولا في السياسة فكيف يصير لها مكان في الرياضة، لكنها تعبير عن شيء ما تجاهنا يدور في قلوب وعقول إخواننا في اليمن، ويذكرنا مهما تجاهلنا وحاولنا التناسي ذاك الموقف المخزي لليمن تجاه غزو العراق للكويت، وما عرف عن نصيحة الرئيس علي عبد الله صالح·
وكأن ذلك الموقف الذي طالما حاولوا التعتيم عليه ونزع دسمه بقول بعض السياسيين اليمنيين إنه موقف خاطئ هو موقف لا نعرف له مبرراً ولا دافعاً سوى ما قد تسعفنا به صفحات التاريخ حينما تتكلم عن شيوع بعض الأمراض الاجتماعية في عالم السياسة لتصبح الشعوب كما الأشخاص تحسد وتحقد وتشمت·
-2-
نقمة "نعمة النسيان"
سمعنا كثير من الكلمات والنصائح من بعض سياسيينا حول نسيان وتناسي موقف "دول الضد" والتسامح معهم كما مع غيرهم من القوى السياسية الداخلية التي ساومت على الكويت وحريتها وسيادتها واستقلالها· فنسي البعض وتناسى البعض الآخر وعلى رأسهم حكومتنا الرشيدة كل تلك المواقف المشينة والمرتبطة بأصل وجود الكويت واستمرارها لنصل إلى اليوم الذي لم تعد لنا فيه كرامة وطنية تحفظ، فما زال بعض إخواننا العرب من بقايا الثورجية والقومجية يعتمدون معنا أسلوباً هو أقرب للابتزاز والتهديد منه إلى الإخوة العربية، ونحن وللأسف ننسى ونتناسى بل نتغابى عملاً بنصيحة لا عين رأت ولا أذن سمعت، والأنكى من ذلك أن ذاكرتنا الوطنية ممسوحة باسم التسامح والواقعية السياسية·
فتنازلت حكومتنا عن حق أساسي أدبي وأخلاقي للشعب الكويتي بتقديم اعتذار رسمي له ممن خذلوه وطعنوه في ظهره فاحتلوه أو ساهموا في احتلاله بشكل مباشر أو غير مباشر، وكان التنازل متدرجاً ابتدأ بالأشقاء من جماعة "دول الضد" ليصل إلى الشقيق المحتل، وتصاغر الاعتذار حتى أصبحنا نقبل منهم اعتذاراً غير رسمي يرد على صفحات الصحف هنا وهناك ضمن مقابلات صحفية أو دردشات، كل ذلك في الوقت الذي تطلع علينا ليبيا بمطالبتها تركيا بالاعتذار عن الاحتلال العثماني وتعويض ليبيا وشعبها بعد أن نجحت في انتزاع اعتذار إيطالي عن احتلالها، فأين حكومتنا عن التعلم من ليبيا وغيرها من الدول التي لا تفرط في حقوقها؟!
-3-
حتى اليمن···طب ليه؟
لا أحد يمكنه أن يتخيل أننا بإزعاج اليمن يمكن أن نستمر بالوجود، وكأن اليمن هي القوى العظمى في هذا العالم وليست أمريكا، وكأنها العضو الأقوى في مجلس الأمن الدولي، وأننا نعتمد عليها في غذائنا ومائنا ووقودنا واقتصادنا كله، بل قد تكون اليمن هي الحامي الفعلي للكويت وضامن استمرارها، قد يكن كل هذه الأسرار هي السر في استمرار حكومتنا بالسكوت عن الإساءات اليمنية ومقابلتها بالإحسان عملاً بأن من يصفعك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر!
ولتوضيح الصورة فقد أعجبني فعلاً ما علق به بعض اليمنيين في أحد المواقع الإلكترونية اليمنية على موضوع إحياء أربعينية صدام في صنعاء حين كتب على هامش الموضوع أن "أوقفوا استفزاز دول الجوار وأشبعوا الشعب خبزا أفضل لكم"، بينما كتب آخر "طيب ما كفانا مشاكل مع دولة الكويت الشقيقة"، وما قاله آخر يبدو أن واقعي إن لم يكن يظهر غير ما يبطن حين كتب "صدام في القلب ولكن ما صدقنا انضمامنا لدول الخليج·· هل تريدون تقليب المواجع وجعل هناك عقبات·· فإخواننا في الخليج متضايقون من مثل هذه الفعاليات·· صدام رحمه الله في قلوبنا ولكن شعبنا المسكين يريد المساعدة·· توخوا الحذر"· فأقرئي يا حكومة واعلمي أن من يتنازل عن حقوقه ولا يدافع عنها لا يستحق تلك الحقوق ولا يستحق أشياء أخرى أيضاً!
دبابيس:
كتبت مقالاً حول اليمن على صفحات "الطليعة"، وسبب لي كثيراً من السباب والشتائم على بريدي الإلكتروني من الإخوة في اليمن، الذين أشكرهم ولا أقول لهم سوى سامحكم الله وخلصكم من القات السياسي!
· أختام مستوصف خيطان الشمالي بيد عامل بنغالي وموظفي الاستقبال "مزرقين"!! ·· والسبب دوماً غياب الرقابة من وزارة الصحة المشغولة بتحضير الرد على استجواب وزيرها!!
· منح الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم فيلا سكنية لكل لاعب إماراتي كل حسب إمارته، "مبروك عليهم يستاهلون الكاس والفيلا·
كاتب كويتي
Al_malaas@yahoo.com |