"من أمن العقوبة أساء الأدب"
- 1 –
نواب ومرشحون
لا أحد ينكر أن الفضل يرجع في وجود أغلب نوابنا الحاليين في قاعة الشيخ عبد الله السالم إلى تقسيم الدوائر السابقة، ويبدو أن إدراك بعض هؤلاء النواب لفضل الدوائر السابقة عليهم واستحالة استمرارهم في "الدوام" في المجلس بعد انتهاء دورة المجلس الحالية هو ما دفعهم بشكل أو بآخر لإهمال الشأن العام والاهتمام بتأمين مستقبلهم المالي والإداري بعيداً عن الكرسي الأخضر الذي لن يحلموا به بعد الآن·
من حق هؤلاء طبعاً أن يفكروا بأنفسهم ومستقبلهم لكن ليس من حقهم أن يفعلوا ذلك على حساب مسؤولياتهم كنواب للأمة، وعلى حساب تلك الثقة التي منحها لهم ناخبوهم اعتماداً على خطابهم الانتخابي الذي سوقوا به أنفسهم، والذي تبخر بمجرد إعلان نجاحهم في الانتخابات ونسوه هم بينما لم ينسه ناخبوهم·
ويعرف كل رواد الدواوين الكويتية في كل المناطق أن حديث الدواوين المزمن والدائم هو وعود المرشحين وسلوك النواب، ويدرك مدى خيبة الأمل المسيطرة على الجميع من هؤلاء النواب نتيجة ممارساتهم ونكثهم بوعودهم الندواتية وبياناتهم الانتخابية حتى انطبق عليهم القول "كلام النواب لا بيقدم ولا يأخر"، وكلام ناقديهم ملامة وغيرة مش أكثر!
-2-
كوكتيل نواب
قلائل هم أولئك النواب الذين ما زالوا يتكلمون بالشأن العام والصالح العام وقضايا الناس، وإذا أنقصنا من عدد هؤلاء النواب المزايدين ومحبي الظهور الإعلامي الدائم والمستمر سنصل لنتيجة مفادها أن نواب الشعب الحقيقيين المدافعين عن حقوقه ومصالحه والصادقين مع أنفسهم فهم قلة قليلة·
وهؤلاء النواب ليسوا من لون سياسي واحد -والشهادة لله - لذلك فليس هذا التوجه احتكارا لتيار سياسي أو كتلة نيابية، بل هو كوكتيل نيابي أنتجته الممارسة الصادقة مع النفس والضمير والجمهور·
- 3 -
نحن السبب!
بالتأكيد فإننا كناخبين نتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية في هذه الممارسة العرجاء لنواب مجلس الأمة، والرؤية العوراء التي يتمتع بها أغلب نوابنا، وإن كنا لسنا المسؤولين الوحيدين فقانون الانتخابات وسلوك الحكومة وعوامل أخرى كثيرة تشاركنا مسؤولية ما يجري·
مسؤوليتنا كناخبين تتلخص في أن أسبابا كثيرة نزعت منا القدرة على مراقبة نوابنا ومحاسبتهم أثناء ممارساتهم لمهامهم النيابية، فاقتصرت محاسبتنا لنوابنا على موعد الانتخابات النيابية المتكرر كل أربع سنوات في السابق، أما الآن فلم يعد لذلك أي أهمية خاصة بالنسبة لنواب يئسوا من النجاح في الانتخابات القادمة والتي ستجري وفق التقسيم الجديد للدوائر، فنواب "بو طقة" الذين أنتجهم التقسيم السابق للدوائر لا مكان لهم في التقسيم الجديد والمجلس القادم لأنهم بكل بساطة وصلوا للمجلس عبر الفرعيات غير القانونية والدوائر المقسمة على قياسهم وقياس أمثالهم·
- 4 -
دواوين الظل
كلنا يتذكر كيف نجحت حملة لبعض الشباب في إحدى الدوائر الجهراوية في إجبار عضو في المجلس السابق على تقديم اعتذار علني وتغيير سلوكه النيابي والسياسي نسبياً، وهي تجربة مفيدة ربما تكون آثارها وتداعياتها هي السبب الأساسي في عدم وصول النائب السابق للمجلس ثانيةً·
فلماذا لا نستفيد من هذه التجربة في تشكيل لوبيات ضغط على النواب كلٌ ضمن دائرته، وما الذي يمنع من أن نعزز دور الديوانيات السياسي والشعبي لمصلحة الوطن والشعب ومراقبة النواب وتصويب ممارساتهم·
فبإمكان الناخبين فتح ديوانية ظل أو ديوانيتين في كل دائرة -حسب التقسيم القديم- بحيث يكون لكل ديوانية نائب ديوانية ظل تقوم بمحاسبته وانتقاده وتوجيه ملاحظات من أوصلوه للمجلس عسى ولعل أن يفيد ذلك في تصحيح ممارساتهم وتصويبها، وإن كنا نعلم أن لا يصلح العطار ما أفسد الدهر!
* دبابيس:
- رسالة الاستيضاح الحكومية لمجلس الأمة حول استجواب وزير الصحة استرضائية ودفاعية، والمستجوبون يؤمنون أن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم·· والحدق يفهم!
- تسعى وزارة المواصلات لتحويل دورها من مشغل إلى منظم للخدمات في قطاعات الاتصالات والبريد والنقل البري، ناطرين نجاحات الوزارة كمنظم بعد فشلها كمشغل!
- مراجعو مستشفى الولادة يحتلون مواقف سيارات الأطباء الذي يضطرون لأن "يصفطوا" في مواقف الجمعية، مما يؤخرهم ليتذمر المرضى والمراجعون، فلماذا لا تضع وزارة الداخلية دورية في كل مستشفى لمخالفة محتلي مواقف الأطباء والمعاقين ومواقف الممنوع والإسعاف؟!
- ما زلنا ننتظر توضيحاً رسمياً عراقياً حول ضلوع نائب عراقي حالي في جرائم الإرهاب في الثمانينات من القرن الماضي، فهل سننتظر قرناً آخر لنعرف الحقيقة؟!
كاتب كويتي
al_malaas@yahoo.com |