"الجبناء يهربون من الخطر والخطر يفر من وجه الشجعان"
-1-
إعدام بنكهة محلية طائفية
يستحق صدام حسين الإعدام ألف مرة إن لم يكن أكثر، كما يستحق السجن لملايين السنين إن أجريت محاكمة عادلة وشاملة لكل ما ارتكبه من كبائر على الصعيد الوطني والإقليمي خلال حكمه· لكن أن ينفذ حكم الإعدام قصاصاً على جريمة هي من الصغائر على فظاعتها كالدجيل يثير علامات استفهام كبرى·
فجريمة الدجيل تحمل نكهة طائفية مثلها مثل حلبجة، وكأن حكام العراق الجدد اختاروا أن يعدم على جريمة ارتكبت بحق الشيعة وليس بحق الأكراد أو حتى دول الجوار، وهو أمر مستغرب ومريب في دوافعه، فكل الفظائع الداخلية التي ارتكبها نظام صدام من حلبجة ودجيل وأنفال ليست سوى نقطة في بحر الخطايا والرذائل العابرة للحدود التي امتدت كالطوفان لدول الجوار·
فاستباق تنفيذ حكم الإعدام لمحاكمة صدام على الكبائر الإقليمية التي ارتكبها نظامه وقتل مئات الآلاف في الحرب على إيران، والأهم بالنسبة لنا محاكمته على غزوه للكويت وتشريد شعبها ونهب الدولة المنظم وغير المنظم الذي مارسه، وتغييب مئات الأسرى والشهداء·
-2-
نحن وإعدام صدام
لسنا ضد إعدام صدام كما كل أهل الكويت ممن خانهم نظامه فغزاهم وشردهم وسرقهم ونهبهم وقتل منهم الشهداء وخطف منهم أسرى لا يزال مصير بعضهم مجهولاً، فبالنسبة لنا فإن إعدام صدام قصاص عادل لكنه قصاص لأهل الدجيل وليس قصاصاً لنا ولأهل حلبجة والأنفال ولإيران، وكم تمنينا أن يكون قصاصاً للجميع، لكن المهم أن الإعدام وقع في النهاية·
كان صك الحكم بإعدام صدام سيعلق في كل ديوانية كويتية لو أنه تضمن في أحد بنوده جرائم نظام صدام بحق الكويت، وكانت أسر الشهداء والأسرى والمفقودين ستكون أكثر رضا لو أن عبارة "غزو بلد شقيق وتشريد حكومته وشعبه" ضمن صك الحكم·
هذه من المرات القلائل التي يخيب فيها المثل الشائع بأن المطلوب هو العنب أو قتل الناطور، فإعدام صدام وإن كان هو العنب الذي يريده العراقيون والكويتيون والإيرانيون وكل عاقل اطلع على طبيعة نظام صدام وممارساته حتى ولو لم تصبه منه مصيبة أصابتنا وأصابت غيرنا، إلا أن قتل الناطور الذي يرد في المثل دوماً ليس صائباً هنا·
-3-
إعدام كويتي لصدام
نعم، كلنا يريد أن يعدم صدام وإن اختلفت مبرراتنا وأوجه قصاصنا، فنحن ككويتيين تمنينا كثيراً لو يعدم صدام كويتياً بمعنى أن يفتح ملف غزو الكويت ليتبين للعالم كله ما قام به صدام من جرائم على أرض الجار الشقيق الذي سانده في حربه على جاره الأبعد، إنها لحسرة في قلوبنا ألا يحاكم صدام ليعدم "كويتياً" وليس فقط "دجيلياً"!
لكن عدم فتح ملف غزو الكويت كما ملف الحرب مع إيران يثير علامات استفهام كثيرة حول قوى وأنظمة لها مصلحة كبرى بألا تنكشف الحقائق، ويتبين لشعوبها وللعالم كله دورها المتواطئ المشبوه في جريمة الغزو، بمعنى آخر فإن عدم فتح الملف يستر على أنظمة عربية ساندت صدام في غزوه وحاولت تغطيته عربياً وإسلامياً ودولياً بذرائع شتى، خصوصاً ما كان يعرف بدول الضد، فما فائدة أن نقلب صفحات التاريخ دون أن
نقرأها لنستخلص العبر ونعرف الصديق من غيره؟!
دبابيس:
حاول التكتل الشعبي مساومة الكتلة الإسلامية على قاعدة 2 مقابل 1 فدعم الكتلة الإسلامية لاستجوابي الدكتور إسماعيل الشطي ووزير المالية مقابل دعم "الشعبي" لاستجواب وزير الصحة، يبدو أن التكتل الشعبي يحتاج دروساً خاصة في الحساب! استجواب مؤكد وآخر منتظر وثالث يلوح في الأفق، والتعديل الحكومي يعاني مخاض الولادة، هذا هو المشهد السياسي السائد الآن· وزير الصحة رفع يده عن وكيله عيسى الخليفة وحمله كل الخطايا، و"قطه على صخر"··لاتعليق·
* * *
ضم إدارة التوعية والإعلام لإدارة العلاقات العامة بوزارة الصحة زاد في سبات الصحة وعمق في نوم العلاقات العامة النايمة بالعسل·
* * *
افتتح الهلال الأحمر الكويتي مستشفى جديد في باكستان ويا أستاذ برجس البرجس الأقربون أولى بالمعروف، فالخدمات الصحية سيئة كما تعلم والكويت أولاً·
* * *
كل منتخبات الخليج تأهلت لتصفيات آسيا إلا الكويت بقيت متفرجة خارج البطولة، ومسؤولي الرياضة متفرجون على هذا الوضع الرياضي المخجل!
* * *
تم الحكم على المغني البريطاني الشاذ بوي جورج بتنظيف شوارع نيويورك لمدة 5 أيام، "خوش حكم بس من حكم عليه القضاء أم البلدية"؟!
* * *
قرر وزير الإعلام تجميد الإعلام الخارجي، وتم إنشاء لجنتين غايتها متوحيد الخطاب الإعلامي الداخلي والخارجي، ما الحاجة لهما إلا إن كان هناك ازدواجية بين الخطابين؟!
كاتب كويتي
al_malaas@yahoo.com |