رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 11 ربيع الأول 1427هـ - 12 أبريل 2006
العدد 1723

ألم البوح والكتابة عن الاحتلال(2-2)
سليمان صالح الفهد

"أغنياتنا: يجب أن تنقض على العدو في الطليعة، قبل الجميع، وجوه أغنياتنا: يجب أن تصطبغ بالدم قبل وجوهنا· أغنياتنا: يجب أن تخرج الى الشوارع، وفي الأحياء البعيدة· أغنياتنا: لا تستطيع أن تمكث في بيت قلب وحيد، ستائره مسدلة، بابه مقفل! أغنياتنا: يجب أن تخرج الى الريح··" ناظم حكمت·

تداعت الى ذاكرتي معاني قصيدة شاعر تركيا الفذ "ناظم حكمت" لما تنطوي عليه من دعوة ملحة لوصول الأناشيد والأغاني السياسية الوطنية الى جميع المتلقين الذين تخاطبهم، وتتوجه إليهم داخل الكويت المحتلة بخاصة، وجميع المواطنين والشرفاء الموجودين خارج الحدود بعامة، كانت مفردات "حكمت" الثورية تضطرب في وجداني قبيل تسجيل الحلقة الثانية من برنامج "حنين" الذي يعده ويقدمه الفنان الشاعر والإعلامي الصديق "بدر بورسلي" ويخرجه الأخ الأستاذ "سليمان الخراز"·

كانت الحلقة الثانية مكرسة للحديث عن تشرفي بلقاء سمو الأمير الراحل، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، والذي تحول- بالحظ وبركة دعاء الوالدين، فضلا عن رغبة سموه في البوح - الى حديث صحافي مترع بالصدق والعفوية والشفافية، من دون تحضير مسبق! كان تسجيل البرنامج قبل وفاة سمو الأمير رحمه الله، أقول ذلك لأفسر للمشاهدين لم كنت أتحدث عن سموه بضمير الحاضر! وفي هذا المحور من الحديث التلفزيوني لم أشأ الخوض في تفاصيل اللقاء الأميري لأنه نشر بالصفحة الأولى في صحيفة "القبس" إثر التحرير، ومن ثم نشر في الجزء الثاني من كتابي "شاهد على زمان الاحتلال العراقي في الكويت"·

والمحوران الآخران اللذان سألني عنهما وحولهما مقدم البرنامج هما: واقعة أسر ولدي البكر الشهيد "نواف"، كيف تم أسره، والظروف والملابسات التي أدت الى ذلك؟ إن المرء حين يجد نفسه - مضطرا - للقيام بدور الشاهد المطالب، بالبوح عن كيفية أسر فلذة كبده، والذي أفضى - لاحقا - إلى استشهاده ولله الحمد· أحسب بأن  الشاهد هنا: يكابد التجربة المأساوية المرة لواقعة الأسر، ويستجيب لها بمشاعر يصعب وصفها! حسبي القول في هذا السياق: إن البوح كان بمثابة "احتلال" ثان والعياذ بالله! وهذا التوصيف المأساوي ينسحب - بالضرورة - على حديثي عن المحور الثالث في البرنامج التلفزيوني والخاص بالأعمال الغنائية التحريضية الوطنية التي نزفها الشاعر الغنائي الشهيد "فايق عبدالجليل"، ولحنها الملحن الواعد الشهيد الفنان "عبدالله الراشد" رحمهما الله، إن عدد هذه الأغنيات يبلغ (18) أغنية، صاغ واحدة منها الشاعر الكبير الفارس الفذ الأستاذ "يعقوب عبدالعزيز الرشيد" طال عمره الإبداعي والزمني، ولازلت أذكر المناخ الذي تم فيه تأليف وتلحين وتسجيل وتوزيع هذه الأعمال الغنائىة التحريضية المدهشة، ففي فيلا "بوفارس" بضاحية "صباح السالم" تم كل شيء! كان المشاركون في العمل يقومون بمهمة رفض الاحتلال والتحريض على التمسك بالقيادة الشرعية للبلاد، وعلى التشبث بالمرابطة والصمود داخل الكويت المحتلة، فضلا عن توثيقها للعديد من استجابات الصامدين ضد تحديات الاحتلال وممارساته الإجرامية· ومن هنا فإن السؤال الذي يطرح نفسه بشدة هو: لماذا لا تذاع هذه الأغنيات التي زأر بها الفنانون الصامدون، بلغة عفوية بسيطة طالعة من القلب، ولا تضاهي أغاني "المناسبات" إياها الطافحة بالصراخ والحماس، والمفصلة أو الجاهزة من قبل "ترزية" الأعياد الوطنية ما غيرهم؟! كيف ولماذا ترفض الإذاعة والتلفزيون إذاعتها وبثها بجرة قرار وزاري ظالم ومجحف وغير مفهوم ولا مبرر من قبل وزير الإعلام في الوزارة التي تشكلت بعد التحرير؟! ولذا أتمنى على وزير الإعلام "الدكتور أنس محمد الرشيد" أن يستمع الى هذه الأغاني ليعرف بذاته ما إذا كانت تستأهل الإشهار والإذاعة في العيد الوطني، وعيد التحرير، وذكرى الغزو الصدامي، لا سيما أنها - في اعتقادي الجازم! - تغني عن ركام الأغاني، والبرامج المعلبة والمسلوقة، والتعليقات النارية العنترية الغبية الجوفاء، الخالية من التأثير التعبوي الصحي الإيجابي الكامن في نسيج أغاني المبدعين الصامدين·

ومادمنا في معرض الأماني، فإننا نتمنى على "مكتب الشهيد" أن يعيد استنساخ الأغاني التي أهدت الوطن ثلاثة شهداء هم: المؤلف، والملحن، ورفيق دربها "الشهيد خالد إدريس" رحمهم الله جميعا·

بحيث يتاح لجميع المواطنين والراغبين في سماع الأغاني، بالصيغة الأولى التي تمت فيها كما هي، بعدة موسيقية قوامها العود والإيقاع فقط· أقول ذلك، لأنه تمت إعادة تسجيلها بعد التحرير (1)، بالاستعانة بفرقة موسيقية كاملة، مصحوبة بـ "كورال" نسائي، بعد أن قام الملحن المعروف "راشد الخضر" بصياغة التوزيع الموسيقي لها رحمه الله· أما النسخة الأصلية التي لم توزع، فهي الحرّية بالاستماع والتوزيع، بعد موافقة "مكتب الشهيد" على تحقيق الأمنية المذكورة آنفا! ونختم المقالة بتسطير هذه الأهزوجة الوعد، للتدليل على أن قرار المنع جائر بحق، وينطوي على فضيحة وطنية بامتياز! (جابر واعدنا وعد· جابر والبابا سعد· يجيب··الصوغة(2) بالتدبير· يجيب الصوغة باللي يصير· حق الكبير·· حق الصغير·· وصوغتنا إهيه التحرير)· ولا أغالي بأن "الصوغة" التي يمكن أن تقدمها وزارة الإعلام للسامعين تكمن في إذاعة وبث الأغاني عبر الإذاعة والتلفزيون!

___________________________________

(1)- تبرع من أم الخير الدكتورة سعاد محمد الصباح جزاها الله خيرا·

(2)- صوغة: هدية·

�����
   
�������   ������ �����
"الله بالخير" بوصلة الهم العام
أنا مش معاهم!
رهاب الاستجواب
"بوعرام" الخطوط الكويتية!
حكاية شاعر عاشق لمصر(2-2)
حكاية شاعر عاشق لمصر
تاكسي الخميسي!
"عروس المطر" وكيمياء التواصل!
"عروس المطر" التي لم يخلق مثلها في البلاد
"فيروسات" التأزيم و"جينات" الحرمنة!
وهذه الفتوة علاما؟!
الطريق إلى دمشق
حمانا جبل لبنان
النداء الأخير!
مولد مولانا.. المونديال!
يصير خير!
المراوغة في لغة المرشحين!
السياحة والإرهاب وقانون الطوارئ!
مصر الحبلى بكل الاحتمالات
  Next Page

ألم البوح والكتابة عن الاحتلال(2-2):
سليمان صالح الفهد
مبارك لم يكن موفقاً البتة:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
ورحل حسام الكلمة!!:
سعاد المعجل
ألف لا.. يا رئيس مبارك..
وما كان الظن بكم هكذا:
المحامي عبد الكريم جاسم بن حيدر
حوار من بعيد(4):
فهد راشد المطيري
حقوق الإنسان.. من الحلم إلى الوهم:
علي عبيد
حماية الشخصيات "ليست" بإرهاب الناس:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
وطن الظلام:
محمد بو شهري
منقبات وفرعيات:
المحامي نايف بدر العتيبي
هكذا يفكر الصهاينة:
عبدالله عيسى الموسوي
أوضاع الفلسطينيين وجماعات حقوق الإنسان الدولية:
د. نسرين مراد
الشتائم وتطور البرلمان:
فيصل عبدالله عبدالنبي
ماذا قال المقرر وماذا يقصد؟!!:
د. عبدالواحد محمد الخلفان
نداء لسمو رئيس مجلس الوزراء:
محمد ناصر المشعل
الجامعة العربية ومؤتمرات القمة :
د. لطيفة النجار