| أبدأ ندائي هذا ومقالي إلى شخص سموكم الكريم بخالص التحية وأطيب الأمنيات أملاً من الله عز وجل أن يسدد خطاكم ويعينكم وأن يمن عليكم بالصحة والعافية ويوفقكم لما فيه مرضاته سبحانه ولما فيه مصالحة الكويت وأهلها·
سمو رئيس مجلس الوزراء، لاشك أن من عرف سموكم، عرف الكثير عنكم ومن ضمن تلك الأمور العديدة هي إنسانيتكم السمحاء المرتبطة بقلبكم الكبير والحب المتبادل بين سموكم وبين كل من عرفكم وحرصكم المتواصل لأجل مصلحة الجميع·
مشكلتي، بل مأساتي التي عشتها منذ أكثر من سبعة شهور بدأت بالمعاناة التي نبعت من أروقة مستشفى الولادة ومن إهمال كبير وعدم التصرف الصحيح والتعامل الطبي المفروض، تسبب كل ذلك في إصابة ابنتي المولودة بأيام بنزيف في المخ من الدرجتين الثالثة والرابعة جعل منعطف حياتي وحياة عائلتي يدخل في مراحل ومحطات من أزمة لأزمة ومن معاناة لأخرى ومن قلق لحزن، فكنت أعيش مأساءة طفلة بريئة لاذنب لها سوى أنها وُلدت في مستشفى لايصلح لأن يحتضن أحباب الله الأبرياء، فلذات أكباد الكثير من الآباء والأمهات، فسموكم على دراية كبيرة بما يحدث من مآسً في داخل هذا المستشفى الذي انتشرت في أروقته الفوضى وعدم الترتيب والعدوى بصورة مستمرة وخطيرة، لقد وصل الحال سمو رئيس مجلس الوزراء أن توجد سبع حالات "sepsis" في يوم واحد، أي حالات عدوى وتسمم خطيرين لايحصل ذلك في بلد آخر توجد فيه عشرات من مستشفيات الولادة·
سمو رئيس مجلس الوزراء، أحمد الله أنني في مجال طبي وأكتشف بمحض المصادفة بأن ابنتي مصابة بالنزيف الخطير في الدماغ بينما البعض كان يُغطي على الأمر، فهناك أشعر بالأسى ليس على حالي، بل على الكثير من الآباء والأمهات الذين يتيهون بين تصريحات بعض الأطباء المضللة·
أنا لا أنكر في الوقت نفسه جهود بعض الأطباء والممرضات والإداريين الإنسانية ووقفتهم الرائعة ولكن هناك من أساء معاملتنا ولم يراع شعورنا كآباء ولدينا مصاب جلل بابنتنا، حتى بعضهم يُصرح بأعلى صوت "لو مو عاجبكم ولدوا حريمكم في مستشفيات خاصة" أنا أحتفظ بأسماء المخلصين وذوي الإنسانية ولكن الآخرين الذين أساؤوا لنا فأقول "حسبنا الله ونعم الوكيل"··
سمو رئيس مجلس الوزراء، أبوياً كنت أود أن يقف معالي وزير الصحة لمدة دقائق ويرى حالة من حالات ناتج الإهمال داخل المستشفى ويرى كيف تعاني طفلة عمرها أيام من نوبات صرع وتشنج، وتعاني ويلات وخز الإبر وتسليط أجهزة التنفس عليها وأجهزة طبية أخرى، إنها ابنتي التي أتحدث عنها، أنا أعمل في مجال الطب وأعرف بأن لا قابض لروح الإنسان إلا الله وحده ولكن من رحم من في الأرض فسيرحمه من في السماء، وهذه الرحمة انتزعت من البعض هناك للأسف الشديد بينما وجدت في جهود وإخلاص الآخرين·
لقد اشتكيت مرة واثنتين وعشرات المرات ورفعت الأمر لوزير الصحة وأبلغت مكتبه شخصياً وكتبت في خمس جرائد عن هذه المأساة المتكررة ولكن إلى هذه اللحظة لم يرد علي شخص سوى ثلاثة اتصالات من داخل مستشفى الولادة اثنان منها كانا تهديدا لي بوقف الحملة الإعلامية ضدهم والثالث كان من مدير المستشفى ولكن رفضت مقابلته لعدم مقدرته للتصرف بالأمر مع احترامي الشديد له، فأين الرد على شكواي الخطية والشفوية، هذا سؤال أوجهه للمعنيين في وزارة الصحة عن طريق سموكم·
سمو رئيس مجلس الوزراء، للأسف البعض يستهين بحياة الإنسان في بلد يصون حياة وكرامة وحقوق الإنسان ومشهود له في ذلك، فلقد أردت أن أوثق كلامي بالأدلة ولدي أكثر من خمسين صورة تبين مستوى أجنحة العناية الخاصة والمركزة وأنا تحت أمركم في حالة طلبها، للأسف لم أتمكن من تصوير حي لردة الفعل اللا إنسانية لبعض الأطباء، ولكن ضمن التهديد الذي وصلني من داخل المستشفى أنهم سيقاضونني قانونياً لأني التقطت صوراً من غير تصريح رسمي، فلربما أتفق معهم لو كان هذا قانونا صحيحاً ولكن الأدلة الدامغة هي التي يُحاربونها والتي تبين الإهمال وليس تطبيق قانون يجوز بالتصوير أم لايجوز، فسموكم لن يتصور وجود "حاويات القمامة"، أجلكم الله، في أروقة المستشفى وفي أجنحة العناية الخاصة، وكيف تتسلل الحشرات وسوء التنظيف وعدم وجود التهوية الصحيحة وعدم توافر شروط الأمن والسلامة، والصور ستكون خير دليل على كلامي وقبل كل ذلك سأقسم على المصحف عن كل ما أبلغتكم به، والدي العزيز ولا ينسى أحد أنني أعاني بمعاناة ابنتي فإنني لا أريد كسب غضب ربي ولكن أريد أن يمن علي سبحانه بشفاء ابنتي، فأنا صادق بإذن الله تعالى·
سمو رئيس مجلس الوزراء لقد تجاهلني وزير الصحة ومازال التجاهل موجوداً، فهذا شيء غريب والكل يعرف وزير الصحة وأفق التفكير الذي يتمتع به، فلا أريد من بداية الأمر وحتى الآن أن يقف الجميع لي في وزارة الصحة تحية وتعظيما ولكن أردت أن تصغي الآذان لي لمدة نصف ساعة لأفرج عن كربتي وأشرحها لمن سيأخذ بيدي ليهون علي مصيبتي التي لا أعترض عليها لأنها قدر الله المحتوم ولكن الأخذ بالأسباب مشروع للبشر·
يا سمو رئيس الوزراء الكثير والكثير يعاني والكثير منهم لم يتكلم وحمل صوابه وصبر واستسلم وترك أمره لله، ولكن إلى متى، فها هو مستشفى الولادة الذي سرق منه الأطفال أكثر من مرة، وتناقلت به المآسي وأزهقت به أرواح نتيجة الإهمال، فالمستشفى لا يصلح حتى أن يكون ورشة عمل، فمعظم مكاتب الإداريين أفخم وأنظف وأحدث من الأجنحة التي شرب عليها الدهر وأكل·
أتقدم بالشكر والعرفان لنائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والدفاع وعموم وزارة الدفاع على إيفاد ابنتي للعلاج في الخارج في الوقت المناسب والتخفيف الجزئي من خطورة الحالة وإنقاذاً لحياة ابنتي وجزاهم الله خير الجزاء·
أخيراً سمو الرئيس تشرفني قراءتكم مقالي هذا وأنا على أتم استعداد لإثبات كل كلمة أمام سموكم وأنا مسؤول عن أي مبالغة أو تجاوز عن الحقيقة لو وجد ذلك، ولن أعبأ بما يفكر به السلبيون في هذا الأمر فما دمت كويتياً في بلد عظيم وتحت ظل حكم عادل وقلوب رحيمة أمثال سموكم وأتمنى أن تطلعوا على الأمر عن قرب وغايتنا وضع حد لمثل تلك المآسي وعدم تكرارها، فلا أراكم الله مكروها ولكم موفور الصحة والعافية ودمتم سالمين·
المواطن محمد ناصر محمد المشعل
mnalmeshil@hotmail.com |
