| عفوا يا سعادة الرئيس قد تعتبرون ردنا على هذا الاتهام الموجه من سيادتكم لنسبة لا يستهان بها من مواطني مجلس التعاون عامة والكويت خاصة بعدم الولاء لأوطانهم ونظامهم السياسي في هذا الظرف غير لائق ولكن الأمر جل الآن أن نراعي فيه اي اعتبار غير وحدة ومنفعة الوطن·
سعادة الرئيس إن الاحتكام إلى المعايير الموضوعية والعلمية تؤكد أن الفرد يتأثر بالبيئة والوسط الاجتماعي الذي ينمو فيه وأن ذلك يؤدي إلى اندماج الفرد في الجماعة ونمو الشعور الوطني لديه وإلى صهر المشاعر والإحساس بالولاء للوطن في بوتقة واحدة·· الولاء الكامل بصرف النظر عن الدين أو المذهب أو العرق أو الجنس، فأية معايير احتكمتم اليها في اتهامكم للشيعة بعدم الولاء لأوطانهم·
سعادة الرئيس، إننا لم نتدخل يوماً في شؤونكم الداخلية·· لا فيما يتعلق بالانتهاكات الدستورية ولا انتهاكات حقوق الانسان وخاصة حقوق الاقليات من أقباط وشيعة ولم نقيم او ننتقد ولاءكم القومي حين اعترفتم بدولة إسرائيل وسمحتم برفع علمها علي أرض الكنانة·· ولا·· ولا ولذلك نتمنى من سيادتكم عدم التدخل في شؤونناوخاصة عدم توجيه تهم لايستسيغها العقل ولا المنطق لمواطنينا المخلصين فقد كان لجميع المواطنين شيعة وسنة خلال مسيرتهم التاريخية في بلدان الخليج والعراق مواقف مشهودة وبطولات مرصودة تثبت ولاءهم لأوطانهم وحكوماتهم، والدليل على خطأ حكمكم أن الشيعة في العراق حاربوا إيران أكثر من عشر سنوات واستشهد منهم الألوف·
سعادة الرئيس إن اتهامكم للشيعة بعدم الولاء يجرمه الدستور والقانون الجنائي كما يجرمه النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية وبلا شك هو انتهاك للمعاهدات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان·
سعادة الرئيس إن أكبر مشاكل دول الخليج مع إيران منذ نصف قرن تعود أسبابها إلى الحكومات المصرية وعلي سبيل المثال إن مشكلة تسمية الخليج عربيا أو فارسيا خلقها المرحوم القائد جمال عبد الناصر في بداية الستينات ومشكلة الجزر الإماراتية كانت في طريقها إلى الحل إلى أن تدخلت مصر والإعلام المصري لخلق هذه المشكلة كما أن عدم استعانة الكويت بالدول الأجنبية وعدم استعدادها قبل الغزو الصدامي كان بسبب تأكيدكم للأمير الوالد والحكومة الكويتية بأن صدام لن يهجم·· الخ لذلك نرجو أن تتركونا وشأننا ونرجو عدم التدخل في شؤوننا الداخلية "فأهل مكة أدرى بشعابها" والله سبحانه وتعالى سيديم على الكويت ودول الخليج أمنها وأمانيها وعزها ووحدتها الوطنية في كنف رعاية آمنة من حكامها الحكماء وتبقى دولنا دوما لأبنائها من جميع الطوائف حصنا آمنا منيعا وتبقى لهم وطنا وأرضا استأمنهم عليها الأجداد الذين افتدوها بحياتهم وأرواحهم لتحيا وتبقى حرة وعزيزة·
سعادة الرئيس·· نؤكد لكم أن الشيعة والسنة من أقصى بلاد الخليج إلى أقصاها لا ولاء لهم إلا لأوطانهم فقط وليس لإيران أو غيرها وسنعتبر ما صدر منكم زلة لسان وسوء تعبير ومن قبيل التسرع في الحكم وليس من قبيل سوء نيةوتعمد بث الفتنة ومن الواجب على حكومتنا والسلطة التشريعية مطالبتكم بالاعتذار من مواطنيها عن هذا التصريح الذي يحمل في ثناياه طعناً في ولائهم·
في الختام سعادة الرئيس·· عندما تقوم نائرة في دولة عربية فالواجب عليكم، ومصر تعد الشقيقة الكبرى، أن تطفئ هذه النائرة، لأن خلف هذه النائرة نائرات ووراءها فتن، وما المقصود منها الا ضرب الوحدة الوطنية· |
