في أحد شوارع الكويت الجميلة وتحديدا "شارع دمشق" كانت هناك مركبة تسير وخلفها مرة وبجانبها مرة أخرى مركبة سوداء اللون تطلق صافرة الإنذار وتسير كظلها وبصورة متعرجة ينبئ عنها الخطر والهلاك وتسبب الإزعاج والخوف لقائدي المركبات الأخرى·· فدفعني فضولي لمعرفة من بداخل تلك المركبة الأولى والذي يحتاج الى كل تلك الحماية، فذهلت وصعقت مما رأيت·· فلم يكن بتلك المركبة سوى شخصين لا تتجاوز أعمارهما منتصف العشرينات ولم يسبق لعيني أن رأتهما من قبل·· ولا أعلم إلى الآن لماذا يحتاج مثل هؤلاء الى حماية خاصة·· فمن عجب ومن غرابة أن سمو أمير البلاد والذي هو رمز هذا البلد عندما ذهب لإحدى المستشفيات أبى وبكل تواضع جم إلا أن يكون أحد أفراد الشعب عندما رفض سموه اتباع بروتوكولات معينة أو إضفاء أي حماية أو حراسة على سموه··
ما أريد أن أقوله في هذا الصدد، أنه إذا كان سمو الشيخ صباح الأحمد وبذلك الموقف الرائع لا يستخدم أي حماية أو بروتوكول في تنقلاته وترحاله·· فلماذا يلجأ صغار المسؤولين إلى ذلك الأمر·· فلا أستطيع أن أفهم أو أتخيل كيف يمكن المحافظة على أمن وسلامة ذلك المسؤول الصغير وفي الوقت نفسه يمكن أن نفقد روح سائق وإنسان آخر كل ذنبه أنه يسير في الشارع نفسه الذي تصادف فيه مرور ذلك المسؤول·
السؤال الأهم: لماذا لا يتعظ ويقتدي أولئك المسؤولون بسمو الأمير فلهم بسموه أسوة، فلقد كان لموقف سموه رسالة صريحة وواضحة لكل أولئك الذين يستخدمون مواكب وحمايات خاصة ودوريات شرطة في تنقلاتهم··
يا إخوة يا كرام إن المحافظة على أرواحكم ليست بإرهاب الناس وتخويفهم·· وفي الحقيقة لا أعلم من هو المسؤول الأول عن ذلك الأمر والذي يمكن أن نوجه له هذه الرسالة لتصحح هذاالوضع الخطأ الذي انتشر كثيرا في الآونة الأخيرة لدرجة أنه أصبح ظاهرة، وفي الحقيقة كذلك أننا لم نتعود من أبناء المسؤولين أو الرموز مثل تلك الأمور خاصة أننا في مجتمع جبل على التلاحم والتعاضد بين الأسرة الكريمة والشعب وفي الواقع ولعلني لا أضيف جديدا إذا قلت إن أبناء الأسرة الكريمة سوادهم الأعظم متواضع وليس عندهم كبر أو غرور إلا ما ندر وهذا الأمر نحسد عليه من القريب والبعيد لذلك نرجو من السادة المسؤولين عن هذا الأمر معالجة هذا الوضع الشائن الذي أخشى ما أخشاه أن يترك في نفوس البعض الضغائن والأحقاد ونفقد شيئا فشيئا ما يميزنا جميعا·
* * *
لدي قناعتي الراسخة بأن أهل الكويت يعلمون تماما ووصلوا الى مرحلة من النضج والوعي السياسي لدرجة يستطيع فيها أي شخص أن يعرف من هم الشرفاء ومن هم الحرامية وليس الحرامية فقط بل ذيولهم "وفداويتهم" ولدي قناعتي أيضا بأن الجميع يعلم ماذا يريد هؤلاء الحرامية وما الهجمة الوقحة على النائب أحمد السعدون إلا محاولة للنيل من الرموز الوطنية التي تلاحق أولئك الفاسدين لذلك إن علينا جميعا ككتاب الوقوف صفا واحدا مع السيد أحمد السعدون، فيكفينا فخرا أنه في يوم من الأيام قد قاد مع السادة أحمد الخطيب والمرحوم سامي المنيس وعبدالله النيباري حملة الدفاع عن الدستور أيام "دواوين الاثنين" وما صاحبها من أحداث·
نتمنى من "بوعبدالعزيز" ألا يلين أو يستكين فالعظماء دائما محاربون· |