يعيش العالم الإسلامي منذ أيام الفيوضات الإلهية المباركة المتمثلة في شهر رمضان المبارك وما يصاحبه من أجواء عبادية خالصة لله تعالى·
ولكن، تمر علينا الذكرى هذا العام وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين يئن تحت حراب المحتل الغاصب· فها هم الصهاينة يعيثون فساداً في الأرض المباركة التي شهدت معجزة الإسراء والمعراج الخالدة، والعالم كله اليوم يراقب ما يجري من جرائم قتل ودمار وسفك للدماء وهتك للأعراض ومحاولات طمس الهوية التاريخية للمدن المقدسة ولكن بدون أدنى موقف حاسم أو حتى إدانة خجولة في زمن بات فيه الخوف من الإدارة الأميركية هو المسيطر على الجميع·
ونحن نعيش هذه الذكرى المتجددة سنوياً فإننا نستذكر الإمام الخميني قدس الله نفسه الزكية عندما أعلن في عام 1979م عن إقامة (يوم القدس العالمي) في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك من كل عام لإحياء القضية الفلسطينية وجعلها وهاجة في قلوب محبي الأقصى والأرض المباركة·
ولقد أضحى هذا اليوم منذ انطلاقته مبعث الأمل لكل أبناء فلسطين وليؤكد لهم في الوقت نفسه أن العرب والمسلمين من أقصى أندونيسيا إلى مصر والمغرب العربي يحيون هذه الذكرى التـــي أعــادت الروح لمظلومية الشعب الفلسطيني وجعلــتها بحق (قضيتنا المركزية)·
إنها دعوة للجميع للمشاركة في إحياء القضية الفلسطينية خصوصاً في مجتمعنا الكويتي الذي - ولأسباب لا مجال لذكرها في هذه العجالة - قد جعل القضية الفلسطينية في آخر درجات سلم أولوياته وهذا الأمر يعتصر قلوبنا ألماً· كيف لا ونحن قد اكتوينا بنار المحتل ثمانية أشهر فقط؟ فمن الأجدر أن نعيش معاناة من يرزح تحت الاحتلال أكثر من خمــسة وخمسين عاماً·
ختاماً، أحيي من الأعماق ما قامت به مجلة العرب من المحيط إلى الخليج "العربي" عندما خصصت ملفاً موسعاً في عددها الأخير عن الأوضاع في مدينة القدس ومخططات تهويدها وعزلها عن محيطها العربي والشكر موصول للدكتور سليمان العسكري رئيس تحرير المجلة الذي خصص (حديث الشهر) للحديث عن المدينة المقدسة· |