ما يحدث في العراق قد ينعكس شئنا أم أبينا على الساحة المحلية سواء الإيجابي منه أم السلبي·· وخاصة أن الزرقاوي ومن لف لفه قد أعلنوا أكثر من مرة أنهم يشنون حربا على "الشيعة" وأنهم أباحوا دمهم وأعلنوا أن هدفهم قتل أسماء بعينها بالإضافة الى القتل العشوائي··
لذلك فإن الحادث الذي وقع في الجهراء في الهجوم على المصلين في مسجد محمد بن أبي بكر يجب ألا يؤخذ كحادث عرضي قام به بعض "الصبية" كما يقول البعض·· بل يجب أن يؤخذ من خلال أبعاده الطائفية الإقليمية والتي بدأت تتنامى من خلال أحداث العراق وتصريحات البعض هنا وهناك·· هؤلاء الصبية كانوا موجودين وأمثالهم في كل وقت وزمان ولكن لماذا الآن، والآن بالذات يقومون برشق المصلين ويتفوهون بكلمات طائفية ما أنزل الله بها من سلطان؟! هذا السؤال يجب أن يوجه لهم لمعرفة من يقف خلفهم ومن علمهم ذلك خاصة أن العديد من الذين يقومون بتفجير أنفسهم في العراق هم بنفس أعمار هؤلاء الصبية الذين غسلت أدمغتهم واعتبروا الشيعة كفارا يحل قتلهم!
نتمنى كما صرحت مصادر رفيعة المستوى في وزارة الداخلية - كما ذكرت إحدى الصحف الكويتية - أن يكون هذا الاعتداء عملا صبيانيا ولكن المنطق والعقل والظروف المحيطة تقول إن الحكيم عليه أن يضع الشيء موضعه وأن يحتاطوا لكل الاحتمالات·
لذا فإن هذا الحادث علينا أن نرصده من باب الفتنة وأن نبحث عمن يقف خلف هؤلاء الصبية لكي لا نفاجأ، لا سمح الله بأحداث أكبر وأمور أخطر·· فهناك من يحاول أن يضخم العامل الطائفي ويفسر كل ما يحدث في العراق بهذا الاتجاه ويسعى الى نشر ثقافة التكفير وأسلوب القتل الجماعي الى مناطق أوسع من العراق خاصة بعد خطاب الرئيس بوش الأخير والذي أوضح فيه أن هناك من يحاول نشر هذه الأعمال من أندونيسيا الى إسبانيا - كما قال - وبالتالي فإن الكويت لن تكون في منأى عن ذلك·· ما نأمله أن تبقى الكويت واحة أمن وأمان لأهلها ومن يعيش فيها وهذا يحتم علينا زيادة الحذر خاصة أن بعض هؤلاء "الصبية" من جنسيات خليجية ومن "البدون" كما هو معلوم وكذلك ما يجري في العراق حيث يشترك بعض العرب مع بعض العراقيين في الأعمال الإرهابية هناك فإذاً هناك تشابه كبير في بعض الجوانب·· |