الهوس الاستثماري وجنون الثراء أحيانا يدفع صاحبه الى الهاوية وخاصة أولئك المبتدئين والمندفعين وراء الظواهر الاستثمارية دون دراسة أو تدقيق ويعرف عن الكويتيين نزعتهم التجارية وأن الصغير فيهم سنا وخبرة يتكلم في أمور الاستثمار كالمتبحر وخريج المؤسسات المالية العالمية ولو ظاهريا·
وقد أدت هذه النزعة الى التنافس والتكالب على استثمارات مختلفة بعجالة وآخرها اكتتاب دانة غاز حيث تهافت عليه الكويتيون وخاصة أولئك الصغار دون إدراك منهم بعدم جدواه الاستثمارية حيث إن نسبة التخصيص لن تتعدى في أفضل أحوالها الواحد في المئة من إجمالي المبلغ المستثمر ولوأضيف إليها تكلفة السفر للشراء وتكلفة السفر للحصول على شهادة الأسهم وإصدار كرت متداول في سوق أبو ظبي وكرت مستثمر لدى شركات التداول وفتح حساب في البنك وحجم الشقاء الذي سيعانيه لمبلغ بسيط جدا ناهيك عن الخسارة في أسعار الصرف ذهابا وإيابا وعمولات التحويل وغيرها من المصاريف المترتبة كعمولات الإصدار كلها مجتمعة تثبت بأن الاستثمار خسران خاصة لصغار المستثمرين الذين لم يتجاوز مبلغ استثمارهم المودع وقت الاكتتاب بمئة ألف دينار ولا يخفى علينا تأثر المستثمر بشكل غير واضح بفترة الحجز على المبلغ والتي قد يستغرق استردادها وإعادة استثمارها بشكل سليم فترة لن تقل عن ثلاثة أشهر كاملة·
الاكتتابات الإماراتية مسيلة للعاب ومغرية لأي مستثمر نظرا لكون الشركات المكتتب بها تدرج خلال فترة بسيطة وبمضاعفات كبيرة إلا أن المشكلة تكمن في نسب التخصيص وتكلفة الاستثمار الأخرى والتي يتجاهلها الكثيرون لذا فإن تلك الاكتتابات عادة ما تتحول لاكتئابات للمستثمرين فيها ولكن المستثمر الصغير في الغالب لا يستمع لذوي الخبرة ويفضل أن يجرب بنفسه لا سيما عدم إلمامه بالفرص الكثيرة المتاحة في الكويت والتي تعطيه الفرصة لاستثمار أمواله بطريقة سليمة ومضمونة وبعوائد عالية·
الخاتمة:
هناك مثل كويتي يقول "أشلك بالبحر وأهواله وأرزاق الناس على السيف" تذكرته كثيرا في الآونة الأخيرة· |