توقع وزير الخارجية الشيخ د· محمد الصباح أن تصيب مجريات المفاوضات الكويتية الإيرانية بعض الالتهابات نظير التعقيد الذي صاحب بدء تلك المفاوضات بخصوص الجرف القاري في الخليج العربي بين البلدين، جاء ذلك في تصريح نشر منذ فترة، وعلى ما يبدو للمتابع أن الطرفين لم يتفقا على نقاط أساسية للبدء في بحث رسم الجرف القاري بينهما·· بعد قراءتي لمضمون هذا التصريح في الصحافة اليومية أدركت السبب المباشر لتخوف المرحوم سامي المنيس من الاتفاق الذي تم توقيعه لرسم الحدود بين دولة الكويت والمملكة العربية السعودية على علاقات دولة الكويت مع دول الجوار مستقبلا، فقد خرج المرحوم سامي المنيس عندما كان عضوا في برلمان 1999 ممتعضا من جلسة مناقشة الاتفاق الكويتي - السعودي الذي حظي بموافقة جميع الأعضاء في تلك الجلسة، وكان مصدر احتجاجه في المثالب والطريقة التي تم فيهما رسم تلك الاتفاقية الحدودية بين الكويت والسعودية، وهو تخوف تكشف الآن لنا وللآخرين الذين يريدون التعامل بالمثل ربما واستثمارها لصالحهم على حساب مصلحة الكويت وشعبها فمن المعروف أنه لا يوجد في العلاقات الدولية وما يمس القضايا الحدودية التي ينظمها القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، شيء اسمه تنازلات حبية وأخوية·· وإلا فالكل سيطالبك بالمبدأ نفسه!
بل هناك مصالح دولية "وعيون" ترصد كل شيء، ولا تخلو من أطماع إقليمية وتوجسات أمنية لكل طرف من الأطراف في هذه المنطقة الحيوية من العالم·· فقد كان المرحوم سامي المنيس يرى بأن رسم الحدود بهذه الطريقة فيه شيء من التنازل عن السيادة الكويتية في بعض المناطق الداخلية والمياه الإقليمية، وجاءت اليوم مقدمات أعراض الالتهاب كما هو معلن في التصريح الرسمي للدولة·
فالأخطاء في العلاقات الإقليمية والتي على ما يبدو يتكرر استنساخها ضمن التفكير التاريخي للأحداث وليس ضمن أسس العلاقات الدولية المبنية على ميثاق الأمم المتحدة والتي تهتم بكل شبر يؤخذ منك ولماذا أخذ؟! وكل شبر تحصل عليه بوجه حق أم لا؟! فالقانون الدولي في مثل هذه الأمور واضح جدا وبناء على هذه الاعتبارات والأدبيات الدولية الملزمة للجميع، ألم يكن من الأفضل للمفاوض الكويتي أن يدخل في مفاوضات مشتركة (كويتية - سعودية - إيرانية) في موضوع الجرف القاري موضع الالتهاب؟ وهل بالإمكان اقتراح ذلك على الأطراف جميعها حتى تتحاشى دولة الكويت مفاوضات سلبية وعقيمة من البداية؟
mullajuma@taleea.com |