من الحكمة الإلهية أن يولد الإنسان دون اختيار الأسرة أو الجنس أو النوع أو الطبقة التي ينتمي إليها ولا معرفة ماهية الأفراد الذين سوف يتعايش معهم حتى ينمو وينشأ ويترعرع وما إن ينصدم بالواقع الذي يعيشه أو أن يتمتع بأخذ جرعة اجتماعية من إكسير الحياة حيث إن هناك الكثير من الأفراد يكتسبون نفوذهم بشرط الانتساب إلى الأسرة تلك أو الأخرى دون الرجوع إلى إنتاجية هذا الفرد أو مدى فاعليته داخل مجتمعه، حيث مجرد أنه ولد داخل أسرة أو قبيلة لها نفوذ بمحيط وطنه تنهال الامتيازات تلو الامتيازات على اختلاف مراحل نموه ومن هنا تكثر الفروق الفردية بين الأفراد·
إن من أهم أسس المواطنة الحقة أن يأخذ الإنسان حق مقدرته العقلية والبدنية بإسهاماته برفع مستوى الإنتاج داخل وطنه وأن يوضع في مكانه المناسب دون الرجوع إلى نسبه أو عرقه أو لونه· إن ثمة أمور تحدث وقد لاحظناها جميعاً بحيث نجد إدارة شؤون البلاد في النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية في يد أشخاص لا يملكون المقدرة على الإنتاج أو زيادة هامش التقدم المرجو للمجال الذي يعمل به مع كامل المعذرة والأسف لهم لأن الإنسان عبارة عن تركيبة عقلية ونفسية ووجدانية معينة وفي بعض الأحيان محدودة لا تسمح له العمل في جميع المجالات وإنما من الممكن أن يبدع في مجال آخر ويصبح أكثر فاعلية·
إن مشكلتنا في الخليج العربي ومازلنا نعاني منها هي فكرة الرجل الشامل صاحب المعرفة في كل الأمور دون سواه بمعنى آخر البيروقراطية أو فيروس تعدد الآراء· العالم عزيز القارئ يتجه إلى تقسيم العمل والمهام الكل يعمل في حيز معين ترسمه له إمكانياته المتوفرة لديه يكتسب الإنسان دوافعه وميوله من قيمة عمله الذي يقوم به وليس انتمائه إلى طبقة أو حركة معينة من هنا نستطيع أن نتحكم بمعيار معين نقيس به الرجل المناسب في المكان المناسب·
obo_mansoor76@hotmail.com |