رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 14 جمادى الآخر 1426هـ - 20 يوليو 2005
العدد 1687

لا لإرهاب مدينة لندن!
المحامي عبدالمجيد خريبط

المملكة المتحدة ومدينة لندن من المدن الكبرى الرائعة في العالم، وما تقدمه الحكومة البريطانية من خدمات إنسانية رائدة دون تفرقة أو منَّة رائعة أخرى··· بريطانيا العظمى بلد الاستقرار والأمان بحق وحقيقة···· الخدمات الإنسانية فيها لا تخطر على بال إنسان، الحرية الشخصية مصونة وبها عراقة ديمقراطية قلما يكون لها مثيل منذ مئات السنين، ولذلك عندما يقع فيها عمل إرهابي أيا كانت الإيدلوجية أو الفلسفة التي تقف خلف تلك الأعمال فإنها غير مبررة على الإطلاق، وغير مقبولة، ومرفوضة، ومدانة بكل المعايير وبكل قوة ممكنة، سواء ارتدى منفذوها ومدبروها العباءة الإسلامية أو غيرها من التبريرات المختلفة، فإن الإسلام منها براء والدين منهم براء·

العملية الإرهابية التي وقعت في وسط العاصمة لندن في 7 يوليو 2005 واستشهد فيها أكثر من خمسين من البشر بينهم العمال والطلبة وربما الأطباء ورجال الأعمال من مختلف الجنسيات والأعمار ووقع بها ما يزيد على 700 مصاب بعض المصابين في حالة خطرة (22)·· هي عملية جبانة ومدانة بكل المعايير·

ونحن إذ ندين الإرهاب في هذا الوقت فإن هناك وللأسف الشديد قلة ظالمة جاحدة تفرح للإرهاب· كل ذلك من أجل حفنة من المتخلفين والمنافع!! وهناك أيضا بالمناسبة دول كثيرة تسمح وربما بعضها يتساهل في إرسال المتشددين لديهم الى العراق ليحققوا أحد أمور ثلاثة··· الأول التخلص منهم، والثاني: الاشتباك مع العراقيين لأسباب غير موضوعية وقتل العراقيين أو أن يقتلوا سيان، والثالث: وهو الأخطر·· للتدريب على الأعمال الإرهابية لتنفيذ مخططات أبو قتادة وأبو حفص وأبو حمزة وأبو داود والفاروق وأبو سياف وأحمد الخلايلة الزرقاوي والبرقاوي الأردنيي الجنسية، ودعم فلول صدام حسين الراعي والمؤسس للإرهاب والبطش والدكتاتورية في العالم·

لقد كان رائعا استثمار بريطانيا العظمى على مدى سبعة قرون بالإنسان، ولذلك عندما تذهب الى لندن سوف يكون أول أصدقائك هو سائق التاكسي ورجل الشرطة الذي تدرب وأعد على استعمال روح المرح والإنسانية في أثناء تطبيقه للقانون، وبالإضافة الى ذلك لم تكن الشرطة البريطانية تحمل أية أسلحة مميتة في معرض قيامها بمسؤولياتها··· إنهم يستعملون حسن الدعابة وروحها tact of good humour أنهم يحترمون ويقدرون الإنسان·· وأتذكر جيدا أثناء تلقينا للتدريبات الأساسية لعمل رجال الشرطة في هندن Henden شمال مدينة لندن عام 1965، حرص المدربين على ترسيخ مبادىء احترام الإنسان والتعامل الراقي مع العموم دون تفرقة أو تمييز وعدم استعمال العنف وضرورة تحذير المتهمين Caution قبل القبض عليهم حتى يعرضوا على القضاء العادل، وكذلك الحرص على جمع الأدلة المادية والموضوعية في إطار القانون واحترام حقوق الإنسان·

الحقيقة إنني لا أستطيع أن أتكلم عن المآثر والإيجابيات في العمل الشرطي البريطاني الذي يشكل مدرسة من أهم المدارس الشرطية والجنائية في العالم، في هذه العجالة ولكنها مدرسة أثبتت نجاحها بكل المقاييس والمعايير·

ماذا حدث لنا عندما فقدنا عقولنا وأخذنا نقبل الإرهاب ونداري على أباطرته··· الإرهابيون في كل أجيالهم يتساعدون فيما بينهم بكل الطرق والوسائل···! وبكل مكان من العالم المتقدم والنامي، لقد قتلوا أيضا السفير المصري في العراق الدكتور إيهاب الشريف، وأجهزوا عليه ظلما وعدوانا·

ومن المخجل حقا أن نعيش في مجتمع متحضر ولا نستطيع أن نقدم الحد الأدنى من الاحترام للبشر والتعاون بشكل حقيقي وفاعل لهزيمة الأعمال الإرهابية، فالمواطنون الشرفاء أكثر الاف المرات عددا وعدة من الإرهابيين·

مدينة لندن تحتضن الآلاف من العراقيين سُنَّة وشيعة وأبناء المغرب العربي سلفيين وعاديين والبنغاليين والهنود والباكستانيين العاديين والمتطرفين والمصريين ومن دول الخليج والأكراد والإيرانيين، ومن أوروبا الشرقية وغيرهم منذ سنوات طويلة وتنفق على بعضهم الحكومة البريطانية للسكن والمأكل والملبس والتعليم والتدريب المهني، وتجد فيها كل من هو محارَب في بلده يعيش بسلام واطمئنان بها، لدرجة تشعر أنك بالفعل في مدينة عالمية Mega City كبيرة بالحجم والخدمات والإمكانات والقدرات والتنظيم الإداري وخطط الطوارىء والإسعاف وإطفاء الحرائق، واستخدام الحاسبات الآلية وتطور علوم البحار وفنون العسكرية وعلومها وجامعاتها العريقة ومدارسها المتطورة، وعدد السكان والمواصلات والاتصالات والمزايا الإعلامية المصورة والمسموعة والمقروءة والنقل الجوي والبحري والأرضي والإنجاز الرياضي لكافة أنواع الرياضات الفردية والجماعية والفنادق والأسواق والطرقات والإضاءة والبيئة وكل شيء!، وقبل كل ذلك وفوقه احترام حقوق الإنسان·

ألم ندرك الى الآن أننا نحاول أن ندمر حضارة رائعة بالأعمال الإرهابية؟! ألا ندرك أننا نفقد تفاهم البشر للخير والاطمئنان وحب السلام والعمل من أجله؟

ما أعجب له شخصيا سكوت شريحة كبيرة من الجماهير العريضة العربية في إدانة تلك الأعمال الإرهابية المجرمة، وإذا ما تطرق أحدهم الى إدانتها فإنه يقوم بذلك على استحياء وبطريقة قد لا تعرف منها هل هو ضد تلك الأعمال القذرة التي أدت الى إزهاق الأرواح البريئة  من الأطفال والنساء ودون تمييز ومن جنسيات مختلفة كما حدث تماما في مدريد ونيويورك والمغرب وتركيا وروسيا وبغداد والرياض والقاهرة والكويت، وقبل ذلك في أماكن كثيرة أخرى من العالم؟ بعض الإعلاميين العرب في لندن وحتى ممثل الجامعة العربية وبعض الإعلاميين في بعض العواصم العربية يتكلمون بدبلوماسية جدا في إدانة تلك الأعمال الإرهابية القذرة التي وقعت في مدينة لندن لدرجة أنهم يبدون وكأنهم يدعمون بأقوالهم الأعمال الإرهابية دون استحياء أو خجل ويحاولون  تبرير العملية الإرهابية وربطها بأوضاع أخرى في العالم دون سند حقيقي وموضوعي·

إن استهداف بريطانيا العظمى بهذه الأعمال الجبانة لن يثنيها عن مواصلة عطائها غير المحدود ولم يمنعها من التعاون الحقيقي كدولة عظمى لاستئصال جذور الشر والفتنة والقضاء على الإرهابيين في العالم وهي مهمة شاقة ولكن لابد منها·

من الثابت أن الأمن في الكثير من دول العالم الثالث يعتمد في استقراره على استمرار الأمن في بقية دول العالم ومنها لندن ومن العبث اللعب في الثوابت المؤدية للاستقرار الأمني في العام·

قد يبدو من المناسب الآن التساؤل فيما إذا كان البريطانيون سوف يقومون بمراجعة أوضاع المقيمين في بلدهم ويدعمون الإرهاب، باستغلال مساحة الحرية المتاحة وأنهم سوف يفكرون بالطريقة التي يفكر بها الإرهابيون···! لا مكان لمن لا يحترم الحياة ولا مكان لمن يستغل مساحة الحرية الكبيرة المتاحة هناك للقتل العشوائى دون تمييز··· في لندن نفعل ما نريد ونقول ما نشاء ومع  ذلك جزاؤهم (البريطانيون) الخراب والإرهاب، وحتى لا يضطر الشرطي في المملكة المتحدة الى أن يستخدم سلاحا مميتا أثناء مزاولته عمله ويفقد تاريخه العريق في المحافظة على الأمن والآمان باستخدام روح المرح والملاطفة·

لابد من تحجيم الإرهابيين وقطع دابرهم وتجفيف مصادر إمدادهم·· نعم للحياة·· لا للزرقاوي والبرقاوي وأبو قتادة وأبو حمزة وأبو داود والفاروق وأبو سياف، وكل الإرهابيين على مختلف انتماءاتهم وطوائفهم ومن يقف معهم بشكل مباشر أو مستتر·

والله عيب·· والله عيب·· ما يفعله البعض·· بنا جميعا وصحيح اللي اختشوا ماتوا···!!

�����
   
�������   ������ �����
كفى.. يعني كفى
 

غزاة من الفضاء!:
أحمد حسين
لبنان ما بعد الانتخابات:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
اليوم يومك...
يا شيخ صباح؟!:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
مفاوضات الجرف القاري:
عبدالخالق ملا جمعة
الصحابة وسحب الجنسية:
فيصل عبدالله عبدالنبي
الفوارق الطبقية بين أبناء الخليج:
فيصل أبالخيل
لا لإرهاب مدينة لندن!:
المحامي عبدالمجيد خريبط
سجون الرعب والإرهاب(2-2):
عبدالله عيسى الموسوي
تلفزيون دولة الكويت:
على محمود خاجه
لندنستان:
د. محمد حسين اليوسفي
موسم التأمل!:
عامر ذياب التميمي
لماذا يحب الناس بن لادن:
صلاح الفضلي
أيها الغربيون.. ألاعيبكم باتت مكشوفة:
محمد بو شهري