المصادفة هي التي أدت الى اكتشاف سجن لاستجواب المعتقلين العرب في إسرائيل يفوق في بشاعته سجن أبو غريب ومعتقل غوانتانامو·
إنه السجن الذي يطلق عليه اسما رمزيا هو (1391) يحاط بسياج من الكتمان والسرية، حيث تمنع وسائل الإعلام والمنظمات الدولية وكل المراقبين بمن فيهم أعضاء الكنيست من حتى الاستفسار عن طبيعة المعتقلين فيه وأساليب الاستجواب بحقهم·
وبالمعلومات القليلة التي بحوزتنا، نستعرض جانبا من حقيقة معتقل الرعب هذا من أقوال من أفرج عنهم مؤخرا·
يقول هؤلاء إن أبواب السجن مصنوعة من الفولاذ ولا توجد في الزنازين نافذة أو مصدر للتهوية وداخل كل زنزانة سرير أشبه بدكة غسل الموتى بالإضافة الى ماسورة مياه تضخ الماء للمعتقل في أوقات متفاوتة· وهناك فتحة صغيرة في الأرض تستخدم كمرحاض·
ولا يستطيع المعتقل معرفة الليل من النهار حيث إن الإضاءة القوية تظل مفتوحة طوال اليوم ويخضع المعتقلون لمراقبة دائمة من خلال كاميرا مثبتة داخل الزنزانة·
وتبلغ مساحة الغرفة الواحدة أقل من 1.25 متر مربع ولا يستطيع المعتقلون الحديث مع بعضهم البعض لأن الزنازين مزودة بخاصية عزل الصوت·
ومن أشهر المعتقلين في معسكر (1391) الشيخ عبدالكريم عبيد ومصطفى الديراني اللذان أفرج عنهما في صفقة لتبادل الأسرى مع حزب الله اللبناني وقد تحدثوا في لقاءات أجريت معهم عما شاهدوا من تعذيب ورعب في هذا المعتقل·
ومع الكشف عن وجود هذا المعتقل، سارعت المنظمات الدولية والقانونية للتنديد به كونه يخالف القوانين الدولية والأعراف الإنسانية ولكن حكومة إسرائيل لا تزال تتمسك بمثل هذه المعتقلات وغيرها العشرات لتؤكد من جديد أنها دولة ضد القانون الدولي·
فهل من وقفة جادة للقانونيين العرب لتفعيل مثل هذه القضايا في المحاكم الدولية؟
abdullah.m@taleea.com |