في عام 1990 في أثناء الاحتلال الصدامي لوطننا الحبيب، نمى الى مسامعنا خبر مفاده، أن الأقمار الاصطناعية الغربية لديها قدرات هائلة في رصد انتشار وتحركات القوات العراقية الغازية، سواء في دولة الكويت أو في العراق، والأذهل من ذلك، أن تلك الأقمار باستطاعتها أن تكشف عن أصغر الأشياء حجما كلوحة أرقام المركبات! في الواقع شاهدنا على شاشة الـ CNN كيفية قصف الشاحنات العسكرية العراقية من قبل المقاتلات الأمريكية، وذلك بعد أن يتم رصدها من قبل الأقمار الاصطناعية، أما بالنسبة للوحات المركبات فلم نشاهد ذلك· في صيف عام 1995 حدثت مجزرة كبرى في حق مسلمي البوسنة على أيدي الصرب العنصريين، ذهب ضحية تلك المجزرة المشؤومة 8106، وهذا الرقم ليس نهائياً، المعضلة أنه قبل تلك المذبحة اللإنسانية كانت الأقمار الصناعية الأمريكية على علم بزحف الصرب نحو مدينة سريبرينيتسا، إلا أنها قد تعامت عن ذلك!! في أبريل من عام 1995 تم اغتيال الرئيس الشيشاني جوهر دودايف بصاروخ جو أرض بعد أن تمكنت الأقمار الصناعية من مراقبة اتصالاته اللاسلكية، ويقال إن الروس قد لجؤوا الى الاستعانة بالاستخبارات الأمريكية وأقمارهم الصناعية في تلك العملية· في عام 1996 اعتقل الرئيس البنمي نوريغيا بعد أن غزت القوات الأمريكية جمهورية بنما، ومن أجل إلقاء القبض على الرئيس البنمي، تم إنزال فرقة من قوات الكوماندوز الأمريكية فوق مقره الرئاسي، أما بالنسبة للرئيس النيكاراغوي دانيال أورتيغا، فقد لجأت الولايات المتحدة الى محاصرة الموانئ هناك وتلغيمها، حتى ازدادت الضغوطات على الرئيس أورتيغا فأسقط· لا شك أن الولايات المتحدة سباقة ومتفوقة، وتقدمها لا يقتصر على ظهر كوكبنا فقط، فالأمريكان أول من نزل على ظهر القمر وأول من أرسل مسبار Path Finder للكوكب الأحمر للبحث عن الحياة والماء، وأخيرا الأمريكان قاموا بعملية الـ Deep Impact الصدمة العميقة للمذنب الهائم علي وجهه خلف حائط المريخ على بعد 130 مليون كم!! الهدف المرجو من تلك العملية، متابعة تحركات ذلك المذنب الشارد، وأيضا وضع استراتيجية دفاعية في مقابله، في حال اقترابه من كوكب الأرض· تلك المقدمة المسهبة أردتُ من خلالها أن أشير الى مدى قوة الإمكانات الأمريكية سواء في كل أنحاء المعمورة أو في الفضاء الخارجي، لذا الأسئلة التي بودي أن أطرحها: هل من المنطق أن نعتقد أن الأمريكان يصعب عليهم الوصول الى من يريدون؟ وهل يعقل أن بن لادن (والزرقاوي) والظواهري وباقي الأسماء من القائمة الإرهابية، في منأى عن أجهزة الاستخبارات والرصد الأمريكية؟ بالمناسبة منذ فترة لم نسمع أو نشاهد أي بيان جديد (للشيخ بن لادن والدكتور الظواهري) كما يحلو للبعض تسميتهما؟ ماذا حصل لهما؟ أين هما الآن يا ترى؟ هل هما في قيد التحضير لأفلام هوليوودية جديدة؟ العلم عند الله والراسخون في علم الاستخبارات!
الحكومة البريطانية لا تقل "شطارة وفهلوة" عن الإدارة الأمريكية، فهم أبناء عمومة (أنغلو ساكسون) ومصالحهم مشتركة، ولكن على من ألاعيبهم المكشوفة والخاوية؟ إن أصحاب الرأي السديد حذروا البريطانيين مرارا وتكرارا من استضافتهم للإرهابيين والغوغائيين، بيد أن حجتهم دائما، أن بريطانيا بلد الحريات وحقوق الإنسان، لا خلاف على ذلك، إلا أن من يحتضن أمثال أبو قتادة والقرصان أبو حمزة المصري وعبدالباري دولار، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتفق معه حول مبدأ الحريات وحقوق الإنسان، كون هؤلاء أكثر من أساء للعرب والمسلمين وحرض على الإرهاب وقتل الأبرياء، لذلك إذا كان الغربيون فعلا صادقين في مكافحتهم للإرهاب، كان الأحرى بهم أن يعتقلوا هؤلاء ومن على شاكلتهم منذ زمن بعيد· على أية حال الغربيون منذ الأزل نجحوا في ابتداعهم للعقائد التكفيرية، وكذلك وظفوا الأموال والعملاء ومختلف وسائل الإعلام في تلميعهم للغلاة والتكفيريين، من أجل التشويه والإساءة للعرب والمسلمين، يبدو أنهم يريدوننا أن نصل الى مرحلة نخجل فيها أن نقول نحن عرب أو مسلمون وبشكل كبير، ولكن نقول: لا بد أن تدور الدوائر على الباغي·
freedom@taleea.com |