نستكمل اليوم رواية علي وشعب التي امتدت فصولها ومازالت سارية ولا نعلم متى تكون نهايتها، ولمن لم يعرف بدايتها فإنها وبإختصار شديد تتحدث عن بقالة يملكها شخص اسمه شعب ويديرها شخص اسمه علي، وفي أحد الأيام سرقت البقالة ووجهت التهم لعلي، وطالت المدة واستطاع علي أن يقلب أهل الحي على شعب من خلال منشوره القذر الذي أسماه "الحي"، فأصبح شعب منبوذا وبات علي متحكما بكل شيء· ولمن يريد أي تفاصيل فليقرأ ما كتبت بـ"الطليعة" في أعداد سابقة تحت عنوان "ما فهمت" و"حينما تحكم علي بشعب"·
عموما فإن الفصل الجديد بالرواية هو فصل طفل مليق رأى علي أن يكون هو خليفته في نشر الفتن والبغضاء بين أهل الحي، فقد منح علي لهذا الخليفة صلاحيات التحكم بمنشور "الحي" بحكم أنه طفل صغير وقد يستطيع خداع الأطفال، وهدف علي هو كسب الأجيال الجديدة ممن لم يعايشوا سرقة البقالة، ونوعا ما فقد استطاع الطفل أن يحقق مآرب علي خصوصا وإن الطفل قد تمكن من شراء بعض الواعظين الذين لا مهنة لهم سوى تطويل لحاهم وتقصير أثوابهم بحجة الدين وهم أشد كفرا ونفاقا من مسيلمة الكذاب·
وحاول الطفل في طريقة لقمع وإسكات القلة من مناصري شعب، وذلك من خلال اختلاق المشاكل الوهمية، فمرة يتحدث الطفل الغبي عن مخاوف من هوشة كبيرة في المنطقة المجاورة لحيهم، ومرة يضع بعض الهايفين من أصحاب اللحى لدق إسفين الفرقة بين أهل الحي، ومحاولات غيرها كل ذلك من أجل التغطية على سرقة علي لبقالة شعب·
ولكن خليفة علي ولأنه طفل لا عقل له فقد تمادى كثيرا في زرعه للفتن، فلم يبق أحدا إلا وهاجمه وهذا ما جعل أعداءه أكثر من أصدقائه، أو بالأصح لم يبق أحدا حوله سوى بعض المرتزقة من أصحاب اللحى الذين استمروا في التطبيل له ولعلي من قبله·
ولكن توقف الشر عند ذلك الحد، فقد ثار أهل الحي بعدما استوعب كثيرون منهم أن الصمت لا يجديهم بشيء، وأن عليا وخليفته مستمرون في فتنهم التي قتلت الألفة والحب بالحي، ودمرت كل أواصر الأخوة الموجودة، وبالفعل فقد ثار أهل الحي وأقسموا أن يعيدوا الحق لشعب، وبدأ علي يتقهقر وخليفته أصبح لا يعلم ما يقول المسكين، ولا يعرف ما يصنع بعد أن خرّب على علي، ولا تزال ثورة أهل الحي مستمرة في سبيل إرجاع الحق لشعب، الذي بات يشعر بأن الرياح بدأت تعود لمجراها، وإن الغبار الذي عصف بالحي بدأ بالانقشاع، ولم يبق بالرواية إلا فصل أخير سيكون محزنا جدا لعلي وخليفته· والقادم أجمل لشعب·
ملاحظة: اخترت اسم علي كأحد أبطال الرواية لأنه اسمي·
خارج نطاق التغطية:
ولنفرض أن الاتهامات التي وجهت للسعدون والصقر تحتمل الشك أو الصحة وان كل من يحارب سراق المال العام مشكوك في مواقفهم، اليس من منطلق الشفافية اجراء التحقيق في ما اثير عن الفحم المكلسن والمدينة الاعلامية وهو الاجراء المنطقي، ولكن ما هو ليس منطقيا ان لا يحقق مع شخص متهم من الحكومة على مدى 15 عاماً·
Ali-Khajah.blogspot.com |