في الأسابيع الماضية، استقبل الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض رئيسي وزراء الكيان الصهيوني وسلطة الحكم الذاتي الفلسطيني وذلك لإيجاد حلول لعملية التسوية المتعثرة·
وقبل الدخول في التفاصيل، يحق للمراقب المنصف أن يتساءل: ما الذي يمكن أن يحصل عليه الشعب الفلسطيني من خلال التسوية التي اختزلت حقوقه في مشروع خريطة طريق اعترضت الحكومة الإسرائيلية على أهم بنودها؟ وما حجم التنازلات الإسرائيلية في ظل سقف اللاءات الشارونية الشهيرة؟
شارون تصرف في واشنطن كأنه إمبراطور متوج، لا يستطيع شخص أو دولة أو حتى منظمة دولية الوقوف في وجه معتقداته وتصريحاته ومواقفه المتطرفة·
والشاهد على ذلك، تصريحاته أمام قادة اللوبي الصهيوني في واشنطن عندما أعلن وبكل وقاحة أن الاتفاقيات - يقصد اتفاقيات السلام التي يهلل لها بعض قادة العرب - مع العالم العربي لا تساوي الورق الذي تطبع عليه وأن الهدف من الانسحاب من قطاع غزة هو تحرير إسرائيل من المسؤولية عن قطاع غزة أمام المجتمع الدولي وأن أقصى ما ستقدمه إسرائيل في أي تسوية مقبلة هو التنازل عن بعض الأراضي في الضفة الغربية·
هكذا أهان شارون حلفاءه من القادة العرب بالدرجة الأولى وكشف عن أنيابه بصورة علنية وقزمهم أمام شعوبهم ولم يجرؤ الرئيس بوش على إدانة هذه التصريحات ولو بعبارات دبلوماسية كما جرت العادة·
أما محمود عباس، الذي زار واشنطن بعد رحيل شارون مباشرة فقد أعرب عن ارتياحه الكبير لنتائج القمة التي عقدها مع الرئيس بوش الذي وعده بالوقوف مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني حيث قال ما نصه في مقابلة صحافية: (حصلنا على ما كنا نطمح أن نحصل عليه ونحن نعتبر تصريحات الرئيس بوش العلنية التزامات وهو رجل يحترم التزاماته)· أما المتحدث باسم السلطة الفلسطينية فقد قال إنما نتائج القمة تمثل أفضل تطلعات الشعب الفلسطيني·
باختصار، هذا ما جرى في واشنطن فهل هناك استهزاء بعقول العرب والفلسطينيين أكبر من هذا الاستهزاء؟ وهل فلسطين باتت رخيصة لهذه الدرجة؟
abdullah.m@taleea.com |